"قوم يا شب قعدلي هالصبية" لمن لا يعلم هي المتداولة بين "كنترولية الباصات" المزدحمة بالركاب، لا أريد الحديث عن منظومة النقل في الأردن وكم نحتاج لعقول قبل أن نحتاج لوقت وأموال واستثمارات وخبرات لحلها، فلقد كثر الحديث عنها بمؤتمرات وندوات وورشات وفعاليات ومنظمات ودراسات وابحاث الخ.. و"هي هي".
كان الأجدر هنا أن أتكلم عن مكانة المرأة في مجتمعنا بعد أن نشر أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي "والله ما حد بحترم المرأة عنا غير كنترول الباص" و بالنظر الى العرف والعادات والتقاليد والموروثات الثقافية واإلجتماعية التي في كثير من الأحيان تحد من حرية المرأة.
تغيير الفكر المتوارث اصعب بكثير من تغيير وتحسين البنى التحتية المتهالكة وتطوير المناهج وقرارات السلطة وحتى الدستور بأكمله! أسهل بكثير من تغيير الموروث الثقافي الاجتماعي!.
"بالمرأة تنهض الأمم" فالأم المربي والمعلم الأول للطبيب والمهندس والمثقف والسياسي فكيف تنهض دون تمكين المرأة وتجعل لها دورا، فكيف لها ان تنهض الأمم والمرأة التي للشعوب ان هي الأم والمربي يتغلغل بها التهميش والكراهية والعنف والتمييز وسوء المعاملة.
معهد تضامن النساء الأردني يشير أن تمكين النساء وقدرتهن على تحديد الفرص والخيارات المتاحة داخل األسرة، ستحد من العنف الممارس ضدهن، وسيجعل أصواتهن مسموعة ومدعومة بالثقة بالنفس وبتحمل المسؤولية وبأن لهن أدوار هامة داخل أسرهن.
العادات والتقاليد عليها أن تعمل مثل كنترول الباص ان تجد للمرأة مكانا لتشعر بقيمة ذاتها، لتصنع هي مستقبلها لتتخذ قرارات وتتحمل مسؤوليتها، لتأخذ حقوقها وتؤدي واجباتها حينها.