التحليل السياسي بين الامانة والدعاية
د.محمد جميعان
20-02-2020 03:03 PM
التحليل السياسي امانة، تضع من خلاله الناس جميعا بصورة الاحداث، بشكل ترصد فيه ما بين السطور، وما قد خفي، وخلاصة ما يمكن توقعه، وسير الاحداث مستقبلا، في اطار واقعي موضوعي، خال من التوجيه الدعائي، والاضافات الخيالية والتشويقية، والا سوف يكون بمثابة دعاية وغش وخداع وتشويه للحقائق، لمصلحة من يقف خلف هذا المحلل او ذاك..
ولكن تكرار التحليلات التشويقية عبر الفضائيات والمواقع الاعلامية، التي تشطح في الخيال والحماسة والدعائية الموجهة، جعلت الناس تميل الى هذا النوع من التحليل، على حساب التحليلات الواقعية الموضوعية. وتجد فيها متعة ومدار لافاق تجعله يمعن التفكير اكثر، ولو كان على حساب الواقع والموضوع.
صاحب القرار او السياسي الذي يسعى الى بناء مواقف من هذه التحليلات، عادة ما يتابع التحليلات الواقعية والموضوعية، ويبتعد عن التحليلات الدعائية والموجهة حتى لا يشوش الصورة لديه، الا اذا اراد ان يصل الى حقيقة موقف تلك الدولة او الجهة وغيرها، فيلجأ الى محلل بعينه يدرك انه يقدم تحليلا يعكس مقاصد وحقيقة موقف تلك الدولة بعينها..
ما اقدمه من تحليلات، احاول جاهدا ان اكون موضوعيا وواقعيا، وابتعد كليا عن اي محسنات او خيال تشويقي او دعائي، من شأنه ان يوصل صورة مشوشة وغير واقعية للحدث مستقبلا، ومحاولا رصد معلومات وتحليلات ووجهات نظر اخرى، تضع القارىء في صورة الحدث من جوانبها المختلفة ما امكن الى ذلك سبيلا، ومحاولا ايضا توقع مجرى الحدث مستقبلا، والمعالجة ان كان السياق يتطلب ذلك.