الوزيرة الاردنية التي علقت جرس "نانسي بيلوسي"
20-02-2020 02:25 PM
عمون - تحذّر الوزيرة السابقة خولة العرموطي من أن المشهد السياسي الحالي تلفّه الضبابية والاشاعات فيما يتعلق بالتمديد لمجلس النواب من عدمه، مستدركةً بأن الغموض الذي تخلقه هذه الحالة بالتزامن مع الغموض المصاحب لما يعرف بـ “صفقة القرن” بات من الممكن لمس نتائجهما على الأردنيين في كل مكان.
وتحدثت العرموطي، عما أسمته “حالة عدم اليقين” سابقاً باعتبارها من أخطر ما يمكن لمسه لدى الشارع، خصوصا حين يتعلق الأمر بالسلطة التنفيذية الممثلة بالحكومة واجراءاتها سواء في السياق الاقتصادي أو السياسي، إلى جانب نشاطات السلطة التشريعية الحالية.
وتصر العرموطي مع كثر في المشهد السياسي اليوم على ان الأدوات الموجودة في الحكومة والبرلمان قد تكون استنفذت فرصها، وبات الشارع يحتاج لتغييرها، ليس فقط كحاجة للشعور بالتغيير وإنما أكثر كضرورة للبلاد لصالح الانتقال لخيارات أقدر على حمل أعباء المرحلة المقبلة بما فيها العلاقات الخارجية والسياسة الداخلية.
وتنتهي مدة ولاية مجلس النواب الحالي مع نهاية الدورة العادية في أيار/ مايو المقبل، في وقت بدأت فيه الإشاعات التي تتحدث عن التمديد للمجلس الحالي والحكومة لعام إضافي، الأمر الذي لم يحسمه عاهل الأردن بعد.
خولة العرموطي، وزيرة التنمية الاجتماعية السابقة والمعروفة بقربها للأردنيين في الشارع، أكدت أنها- رغم اشاعات كثيرة تتحدث عن كونها تطمح للمنافسة على منصب رئيس مجلس النواب المقبل في البرلمان-، لم تحسم أصلا خيارها في الترشح للمنصب، مشدّدة رغم ذلك على أنها تنتظر فعلاً اليوم الذي تترأس فيه سيدة مجلس النواب، وأخرى الحكومة وغيرها من المناصب القيادية الهامة.
وأشارت العرموطي إلى أن لغطاً كثيراً اقترن بمقالها الذي تساءلت فيه عن اليوم الذي سيرى الأردنيون فيه “نانسي بيلوسي” أردنية، إذ اعتبر البعض انها تصبو للمنصب في الوقت الذي هي فيه أرادت “تعليق الجرس” فحسب.
وأضافت “لدى الكثير من النساء شعور عميق بأن وجودنا في المناصب القيادية لا يزال منقوصاً كثيراً، وهذا لم يأتِ صدفة، فالمرأة الأردنية أمامها الكثير من العراقيل للتقدم، ويزيدها هيمنة الرجال على المشهد”، مذكّرة بأن الحكومة الحالية التي كان تمثيل المرأة فيها قياسي تسببت بغياب شخصيات نسوية عن المشهد العام، ولاحقا بغيابهم حتى عن المشهد الحكومي.
وتطرقت بوضوح إلى كون البرلمان المقبل- سواء كانت فيه أم لا- يجب ان يحوي نسبة اعلى من النساء الممثلات بين صفوفه اليوم، موضحة ان بعض السيدات في المجلس قدّمن فعلياً أداء مشرّفا ويجب تعزيزه.
ونفت العرموطي أن تكون خلال زياراتها المتكررة والكثيرة للأطراف والمحافظات أن يكون المجتمع من الداخل يحوي الكثير من التمييز ضد المرأة، موضحة أن التمييز يقبع أكثر في عقول السياسيين وفي إقرار بعض القوانين، مشيرة إلى أن بعض المشاهد السياسية وغياب السيدات عنها “تتحدث عن نفسها”.
واعتبرت العرموطي أنها لا تزال لم تلمس الإرادة الحقيقية من جانب الحكومة في تحسين أوضاع الأقل حظاً في المملكة والأسر المستورة، “على العكس الأوضاع تزداد سوءا”، على الرغم من “الإيعازات الكثيرة والمهمة التي يوعز بها الملك”.
“حتى الملك يبدو اليوم وقد سئم من عدم الاستجابة لايعازاته وبات يقوم بالمتابعة بنفسه”، أضافت العرموطي وهي تؤكد أن الجنوب الذي زارته مؤخرا يحتاج عمليا لسلسلة من المشاريع لينهض بأبنائه الذين “لا يعوزهم العلم ولا القدرة على العمل لو توفرت الظروف الداعمة لهم والفرص الحقيقية”.
العرموطي ختمت حديثها بالقول ان مرحلة حساسة كالتي يحياها الأردن اليوم والتي فيها الأردنيون يستشعرون الكثير من الضبابية في المشهد الدولي والإقليمي، لا تحتاج الغموض الذي تتعامل فيه مؤسسات الدولة بل تحتاج مزيدا من الوضوح والمصارحة، والاهم ان المرحلة تحتاج “نساءً ورجالا يحوزون ثقة الملك والشارع للنهوض بالبلاد ومواجهة الإقليم الملتهب”.(رأي اليوم- فرح مرقه)