نحو برنامج اقتصادي اجتماعي 2/1
د. حازم قشوع
19-02-2020 01:19 AM
يبدو ان المنطقة على مشارف الدخول في مرحلة الهدوء النسبي، بعد مرحلة المخاض السياسي التي المت بها نتيجة مناخات التغيير واجواء التغير واسقاطات التجاذبات الاقليمية، وهي المساحة التي يمكن الحديث بها عن برنامج اقتصادي اجتماعي متصل ومتلازم، يقوم على تقديم الاردن باعتباره البلد الاميز للاستثمار والافضل للانتاج، على ان يتم تقديم المزايا الاستثمارية التنافسية التي يتمتع بها الاردن عن غيره من بلدان المنطقة من مزايا تحفيزية وقوانين جاذبة اضافة الى عوامل اخرى متفاعلة، منها ما هو اساسي كالموارد الطبيعية المبينة والمواد البشرية المدربة واخرى يراعي فيها بيئة الامان الامني والمعيشي اضافة للبنية التحتية.
على ان يقوم هذا البرنامج بدفع العجلة الاقتصادية وروافع العمل فيها من واقع تقديرات معيشية مجتمعية وليس من باب سد احتياجات العجز في الموازنة فحسب، والتي اثبت بالبرهان انها لن تحقق المعادلة المستهدفة ضمن ذات النمطية في الاداء و بدون تشغيل الكل الوطني بموارده البشرية والطبيعية في اطار رسالة البناء الوطني وضمن مخطط شمولي ينبثق عن الاستراتيجية الاقتصادية الاجتماعية المراد انجازها.
على ان يراعي فيها ظروف الانتاج وعوامل التشغيل والمسائل الاخرى المتعلقة في موازاة معدلات التضخم مع مستويات الدخل على ان ياتي ذلك ايضا عبر برنامج معد لهذه الغاية يعمل على تخفيف فاتورة الاستهلاك للعائلة، فان لم نستطع رفع معدلات الدخل للعائلة فلنعمل على تقليل النفقات والتي تذهب جلها بواقع نفقات خاصة بالتعليم والصحة واستخدام وسائط النقل المختلفة وهذا ما يمكن القيام به من خلال برنامج مقرون بخطة متابعة تقوم على رفع سوية الخدمات المقدمة لتكون الخدمات المقدمة من القطاع العام افضل من تلك المقدمة من القطاع الخاص ان لم تكن في جودة الابنية والوسائط الحاضنة فلتكن في نوعية الرسالة وتقديم المنفعة.
وبعد المعاناة التي تكبدها المجتمع الاردني نتيجة الازمة الاقليمية التي طال امدها وما افرزته هذه الازمة من انعكاسات اجتماعية ومعيشية ادت الى هجرة الشباب بهدف البحث عن فرص عمل وتفاقمت معها مظاهر مجتمعية باتت تشكل ظاهرة اجتماعية في مجتمعنا، فلقد آن الاوان لايجاد برنامج اجتماعي يحد من حالة عدم الاستقرار العائلي في المجتمع مع ارتفاع معدلات الانفصال والعنوسة ويقوم على تمكين المرأة ويقدم الفرص للشباب عبر برنامج يقوم على تجهيز قالب العمل وليس الى وضع اطر العمل فحسب، فان الثقافة النمطية في الالتزام في المسار، جعلت من ميزان الحركة عند الشباب ميزانا تقليديا لا يستجيب للبرامج المستوردة التي تم تجريبها عدة مرات ولم تحدث درجة التفاعل المطلوبة.
على ان ياتي ذلك، وفق مناخات تحفيزية تشغلية تقود الناتج الاجمالي للنمو من خلال توظيف الطاقات وعودة الكفاءات المهاجرة وايجاد مناخات اقتصادية مشجعة وادارية مسؤولة، على ان يتم مراعاة مسالة تقديم الخبر العام عن المبتدا الخاص في الشق الاداري، وذلك ضمن اطر خاصة تعالج الاعتلالات الادارية وفق دوائر جزئية على ان تعمل لاعادة تشكيل الهيكلية الادارية وفق اجزاء فاعلة يتم وصلها بعد تفعيلها، في اطار الوصف الوظيفي العام المعد والبرنامج المبين بالتقديرات الزمنية لدرجة التفعيل النسبي.
على ان ياتي ذلك وفق نماذج النظم المنتجة والاطر الادارية الفاعلة، بحيث تكون منبثقة من الهيكيلة الادارية الشاملة المراد تشكيلها واعادة تاهيلها مع برنامج اعادة التوظيف في بناء المراكز الادارية الفاعلة لتكون منسجمة مع ادوات التفعيل، فتسعى الى توطين الاستثمار الانتاجي والابتعاد عن بيئة الاستثمار الاستهلاكي الذي كان قد قدم الاردن باعتباره البيت الملائم للسكن وليس المكان المؤهل للعمل.
(الدستور)