عندما تقول الأرقام أن 40 مليار دينار مودعة في بنوك الأردن يملكها أردنيون, وأن بالضرورة مبالغ أكثر أو أقل يملكها أردنيون في بنوك خارج الأردن, فإن ذلك يعني عمليا أن خير الأردن المالي شبه مجمد إما في بنوكنا أو في بنوك غيرنا.
يحدث هذا بينما نجهد في إستجداء مستثمرين أجانب للإستثمار في بلدنا لتنشيط إقتصادنا وتوفير فرص عمل لمواطنينا والمساهمة في تسريع عجلة إقتصادنا, لا بل وإنتظار مساعدات ومنح خارجية لإسعاف موازنة دولتنا.
الأموال شبه المجمدة أعلاه, كلها من خير الأردن, أي هي أردنية المنشأ والهوية, ومع ذلك هي حبيسة البنوك مقابل فوائد مضمونة ندفعها نحن الفقراء ومحدودو الدخل مقابل قروض نحصل عليها بفوائد عالية لتصريف أمور معيشتنا من سكن وتعليم وزواج وخلافه.
لو يبادر المودعون الأثرياء وطنيا أو إنسانيا على الأقل إلى إستثمار جزء من أموالهم الأردنية في بلدهم الأردن لكان حالنا غير هذا الحال قطعا ولتحسن إقتصادنا ولما كنا بحاجة لإستجداء أي كان ولارتاحت نفوسنا وصارت حياتنا أفضل, فهل يفعلون ويتذكرون أن ما أنعم الله به عليهم من مال هو مال أردني أولا وأخيرا!
والله من وراء قصدي.