هل من الضروري أن يصبحَ الزوج والزوجة أعداء بعد الانفصال؟!
ألا يمكننا تحويل رابطة الزواج بعد الطلاق إلى صداقة واحترام الآخر ؟
ألا يمكننا الانفصال بطرق حضارية أكثر ؟ فليس الحب وحده من يحتاج إلى الحضارة بل الفراق أيضًا يحتاجه وبشدة أن نحترم من كان حبيباً و زوجاً في يوم من الأيام أن نحترم خصوصية وأسرار ومكانة الآخرحتى في غيابه .
كيف يمكن لضمير حي أن يحرم أب أو أم من أطفالهم (لعقاب الآخر) ؟ ما ذنب الأطفال في قرارنا بالطلاق ؟ من نعاقب أب أو أم أم المساكين الصغار؟
أذكر أم حَلقت شعرها لفراق طفلها الرضيع عند يأسها من استرجاعه بكل الوسائل الاجتماعية ، وذلك الأب الذي بكى أمامي لعدم استطاعته الاحتفال بعيد ميلاد طفلته السادس وذلك لأن طليقته من الطراز الشرس والقاسي واللئيم جداً.
أهكذا يكون الانفصال؟
الفراق يُعَرينا ويكشفنا على حقيقتنا ويُظهر أخلاقنا وتربيتنا لأن الأخلاق تظهر دائماً في النهايات وليس في البدايات ، كونوا رائعين دوماً حتى عند انقطاع النصيب بينكم ، لا شأن لأطفالكم بهذا القرار ، علموهم برَّ الوالدين حتى في غياب أحدهم دعوهم ينشأوا نشأةً حسنة في بيئة صحية نفسياً بعيدة عن شتم الطليق وذكر عيوبه، إن أكثر ما يحرق قلب الطفل هو ذكر والداه بسوء أمامه حتى ولو كانوا أسوء عباد الله ، كل طفل يتباهى بوالده ووالدته .
رفقاً بهؤلاء الصغار كفاهم ألم انفصال آبائهم ، فلا تزيدوا من هذا الألم بحرمانهم من التواصل مع آبائهم ....
إذا كان ولا بدَّ من الفراق فلا تنسوا الفضل بينكم وافترقوا بإحسان وبأخلاق وأدب
كونوا رائعين حتى بعد الفراق..