facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




رافائيل .. بعد خمسة قرون على وفاته


الاب رفعت بدر
17-02-2020 12:36 AM

ثمّة أشخاص يخلّدهم التاريخ، نظرًا لكاريزما (موهبة) الإبداع التي يضعها الله في قلوبهم، فيعملون على اكتشافها وصقلها وتنميتها. وبعد أن يبدعوا بمجال معيّن أو مجالات متعدّدة، يذكرهم التاريخ ولا يدثرهم، فقد وضعوا لبنة جديدة من بناء حضارة الإنسان والإنسانيّة. من أولئك العظماء، رافائيل أو رافاييلو سانزيو Raffaello Sanzio، الذي تصادف هذه السنة الذكرى السنوية الخمسمئة على وفاته في بلده إيطاليا.

في الواقع إنّ من ذكّر بهذه المناسبة هو البابا فرنسيس في معرض لقائه بالممثلين الدبلوماسيين لدى الكرسي الرسولي (الفاتيكان)، حيث قال: «تحمل هذه السنة الذكرى المئوية الخامسة لوفاة رافاييلو سانزيو الفنان الكبير من أوربينو الذي توفي في 6 نيسان عام 1520. نحن مدينون إلى رافائيل بتراث ضخم من الجمال، لا يقدّر بثمن». وأضاف مخاطبًا الدبلوماسيين: «إن عبقريّة الفنان تعرف كيف تجمع بين الألوان والمواد الخام والأصوات المختلفة (في الموسيقى) بطريقة متناغمة جاعلاً منها جزءًا من عملٍ فنيّ واحد، فإنّ الدبلوماسيّة كذلك، هي مدعوّة إلى خلق تناغم بين ما يميّز مختلف الشعوب والدول من أجل بناء عالم يسوده العدل والسلام، وهو اللوحة الجميلة التي نود أن نراها». لقد كان كان رافائيل ابنًا مهمًا لعصره، عصر النهضة، الذي أثرى البشرية جمعاء. حقبة، لم تخلُ من الصعوبات، ولكن ملأتها الثقة والرجاء.

وبعد، جميل هذا «الدرس» الذي نستقيه من فنان عظيم بحجم رافائيل بعد خمسة قرون على رحيله عن هذه الأرض. وهو درس إلى الفنانين في أيامنا المعاصرة، في التركيز ليس على كثرة الأعمال وكميّتها، بل على نوعيّتها، حتى وإن كانت قليلة. وعلى فكرة توفي الفنان رافائيل عن عمر 37 عامًا، ولنا أن نتخيّل عصر النهضة الأوروبية حيث كان رافائيل وليوناردو دافنشي ومايكل أنجيلو يعيشون في ذات الوقت، ويتنافسون بشكل شريف، فخلّد التاريخ أعمالهم إلى اليوم كأعمدة للفن بأشكاله المتنوعة، ووضعوا بصماتهم التي لا تُمحى على كتاب الحضارة الإنسانية.

هو درس كذلك إلى فنانينا الأحباء، لكي ينقلوا بالفن، ونضيف إليه الشعر والموسيقى والمسرح والتربية في المدارس، قيمًا إنسانيّة نبيلة، تحترم الأديان، شأنهم شأن العباقرة الثلاثة الذين اهتموا بالتصاوير داخل الأديرة والكنائس، وما زالت أعمالهم علامة فارقة في الفاتيكان وغيرها من أشهر متاحف التاريخ البشري، لذلك لا نستغرب اليوم أن يذكرهم التاريخ وتقدّرهم الأجيال.

هنيئًا لإيطاليا التي أنجبت رافائيل، وهنيئًا للإنسانية التي تبدو أجمل وأرقى حين تذكر الأجيال عقب الأجيال عباقرة وموهوبين أسهموا برفد الفن الإنساني إلى درجات عليا.

(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :