ملتقى مهارات المعلمين .. الفرصة الفريدة المتفردة
فيصل تايه
17-02-2020 12:27 AM
فرصة فريدة للمشاركة في ملتقى مهارات المعلمين تقدمها أكاديمية الملكة رانيا للتربويين وخاصة المعلمين ، وذلك في السابع والثامن من مارس القادم ، والذي سيعقد هذا العام في مقر أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين في عمان برعاية صاحبة الجلالة الملكة رانيا العبد الله ، وتحت عنوان "التعلم ممتع ، لماذا يمل أبناؤنا في المدرسة" ، ويعد هذا الملتقى إحدى مبادرات أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين ، ويعقد كفاعلية سنوية بالشراكة مع منظمة البكالوريا الدولية ، في نفس الزمان من كل عام ، والذي حاز بفضل القائمين عليه على الاعتراف الإقليمي والدولي ، ويرجع ذلك لأسلوبه الفريد الذي يُركّز على المعلمين وحاجات الغرف الصفية من أجل تعزيز جودة التعليم ومعالجة التحديات التربوية التي تواجه العاملين في عمليتي التعلم والتعليم ، ويهدف ايضاً إلى تمكين المعلمين من ترسيخ خبراتهم التعلّمية والتدريسية في الغرفة الصفية ، وتزويدهم بخبرات مهنية والارتقاء بمعرفتهم حول التوجهات الناشئة والممارسات الأفضل في مجال التعليم ، وتمكينهم من التواصل مع زملائهم وكذلك بناء علاقات مستدامة معهم وفق اساليب واستراتيجيات التعلم الحديثة، واستكشاف طرق مبتكرة لمعالجة حاجاتهم وخلال ممارستهم لمهنة التعليم ، فقد بَات الملتقى منصةً للمعلمين يمكنهم من خلالها الاستكشاف والتعلُّم ومشاركة الخبرات مع مجموعة من أشهر التربويين والخبراء على مستوى العالم.
العنوان المهم الذي اختير للملتقى هذا لعام "التعلم ممتع ، لماذا يمل أبناؤنا في المدرسة"، يبحث بشكل واقعي وجلي سبب الملل في المدرسة ، والدوافع التي تسيطر على عقول ابنائنا الطلبة لتعيقها عن أية عملية تعلم حقيقية ذات معنى أو ارتباط تاركة تلك العقول في حالة معاكسة لطبيعتها اللينة والمتسائلة والباحثة عن المعرفة ، فتلك حالة مستشرية تفرض نفسها لتتمحور الجهود والإجابات نحو " لماذا يحتاج أبناؤنا إلى تعلم ممتع!؟" ، فقد تحمل الإجابات المتوقعة عن تساؤل «لماذا يمل أبناؤنا في المدرسة!" وهو العنوان الأساس للملتقى .
تجاذبات عديدة تحمل في طياتها تناقضات جمة ، بات من الضروري مواجهتها مجتمعة بالتّعلم الممتع الجاذب ، بالعودة الى الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ذلك الملل ؟ والتي تسوق طلابنا الرقميين الى تشتت تركيزهم من خلال وسائل التّواصل الاجتماعي وألعاب الميديا وغيرها ، والأخذ بعين الاعتبار تقبّل فكرة أن الأطفال يعيشون اليوم في واقع جديد مليء بالمعلومات التي يمكن الوصول إليها ومن خلال الكثير من الوسائل المتاحة وفي أي وقت قصير مما يتيح لهم إمكانيات وقدرات هائلة لاكتشاف ذواتهم وقدراتهم ومواهبهم وحب التعلم والنمو تفكيرهم ، وصولاً معاً الى مدارس ممتعة لذلك جاء اختيار موضوع الملتقى ، ليأتي انطلاقا من أهمية التدريس الجاذب كجزء مهم في دور المعلم الذي يتعدى الغرفة الصفية ، بل يرتقي نحو تنمية الإبداع بكل أشكاله من خلال الملاحظة الثاقبة للتعرف على شخصية الطالب وطريقة تعلمه للمواهب، وأي جانب من شأنه أن يحسن مستواه معرفيا واجتماعيا وعاطفيا ومن ثم إعداده للحياة ، وهذا يتطلب تمكين المعلمين من خلال هذا النوع من الملتقيات المهمة لتحسين عملية وجودة التعلم .
ملتقى مهارات المعلمين هذا العام يتضمن نحو ١٧٠ ورشة عمل تدريبية على مدى يومين ، و12 فعالية ضمن فعاليات ما قبل الملتقى، موزعة على قاعات تدريبية مجهزة بأحدث التقنيات في مقر الأكاديمية الجديد ، ومقسّمة بين اللغة العربية واللغة الإنجليزية، وجدير بالذكر أن عدد المتحدثين هذا العام بلغ ١٩٦ متحدثًا ومتحدثة ، ويناقش الملقى من خلالها اضافة الى المحور الرئيسي مواضيع حول محاور تلبي حاجات العصر وتواكب متغيراته حيث سيتناول المحور الأول STEAM (العلوم،التكنولوجيا،الهندسة،الفنون والرياضيات) وهو أسلوب لتعليم المواد المتداخلة التي تدمج الدقة الأكاديمية مع مواقف حقيقية ، لإيجاد حلول مبتكرة للمشاكل العالمية الحالية ، وفي المحور الثاني يناقش الملتقى مسألة التطوّر الشامل للمتعلّم والذي سيغطي دور المدارس في تلبية الحاجات الشاملة لكل طفل، حيث تعمل الثقافة الإيجابية التي يتضمنها المحور على تعزيز التقدُّم الأكاديمي، وتطوير المهارات الاجتماعية، والعلاقات لدى الطلبة بشكل يدوم في حياتهم. ويدور المحور الثالث حول الهوية، اللغة والثقافة، إذ يعتبر هذا المجال اللغةَ طريقة تواصل تنقل المعنى والهدف، فالتواصل بأكثر من لغة يزودنا بفرص لفهم الجوانب المشتركة بين الثقافات، والتصرف كأفراد مسؤولين في المجتمعات المحلية والوطنية والعالمية. وأما المحور الرابع فيدور حول التعلم من خلال اللعب، إذ يدعو التربويون لمشاركة تجاربهم وآرائهم حول التعلم من خلال اللعب. وكيف يفهم الطلبة عالمهم، وطريقة تشكيل فهمهم لبيئتهم الفكرية والاجتماعية والعاطفية والجسدية. ويغطي المحور الخامس جانب القيادة التربويّة والابتكار الذي يستهدف القادة الحاليين وكذلك القادة المستقبليين على حدٍ سواء، حيث يتناول القيادة التربوية من منظور دور مدراء المدارس والمعلمين والتي من شأنها تغيير حياة الطلبة، وتمكين المعلمين والطلبة من اتخاذ قرارات صعبة تتعلق بتعليم الشباب ورفاههم.
وفق ما تقدم نجد ان الملتقى يعرض عددا من القضايا الاساسية في العملية التعليمية التعلّمية من خلال المحاور الهامة التي يطرحها إضافة إلى التركيز على ميول وقدرات ومواهب الطلبة ، مع التاكيد ان الرسالة الاساسية للملتقى تركز على فهم مقومات وقدرات الطالب وفهم ميوله وحاجاته ، والعمل على تشجع المعلمين على البحث والتأمل في ممارسات التعليم والتعلم ، وتركيز على النمو وشمولية التعلم وتعمل على تزويد المتعلم بالمهارات الحياتية التي يحتاجها في القرن الواحد والعشرين ، ويجب ان يتحول نحو مهارات الطالب وقدراته ومواهبه باعتبار ذلك نقطة البداية لشغف الطالب وفضوله نحو معرفة العالم من حوله .
ان هذا الملتقى يحضى بالمشاركة العالمية والمحلية من واضعي السياسات والقوانين والتشريعات التعليمية، ما يعكس أهمية الملتقى ويرفع من وعي الجميع ويوفر مساحة للتحاور في الخطوات المهمة للانطلاق نحو الأمام وعدم الاكتفاء بمراقبة وضع التعليم في بلدانا العربية ومقارنة انفسنا بالآخرين ، فهذه دعوة مني من كل التربويين للمشاركة في هذا الملتقى، فلا يضيعوا الفرصة.