جاء أعرابي لشيخ فهيم جليل حر قائلا":
لي عندك حويجة ! فقال الشيخ: ابحث عن رويجل.
أسوق هذا التعبير البليغ لأقول: في مجتمعنا كثيرون شكلهم شكل رجال ولكن الحقيقة أن لفظ "رويجل" كثير عليهم، فهم من حيث الجثة والهيكل العظمي والوزن والجنس رجال، ولكن مواقفهم تحولهم إلى صبية صغار، عيشهم حسد ونفاق، جاهزون للاستزلام، بائعون لكل من يشتري، شعارهم: من يتزوج امي أناديه عمي!!! والمصيبة اذا كان يدعي مخافة الله وأنه من المؤمنين وربما عد نفسه من العلماء.
بشيء من النحنحة والحنجرة يخدع البعض لكن رأسماله معروف فمهما تطاول على رؤوس أصابعه فلن يكون طويلا بل هو قزم الفكر والسلوك والأخلاق، عرف قدر نفسه اذا خلا لها فبمجرد النظر في المرآة يرى الصبي المنافق اللاهث كما قال تعالى "فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث" هو دائم اللهثان ولن يتوقف لهثه إلا حين يفطس فتتخلص منه الأرض ويغيب عن أعين الناس الذين مارس الخديعة ضدهم.
هذا الرويجل قد تجده في الشوارع والإدارات والأسواق والجامعات والتجمعات والإعلام والصالونات السياسية والمنابر الأكاديمية والدينية والمؤتمرات ، وقد يكون من جنس الرجال وهو الأكثر ، وقد يكون من جنس النساء .
إنه يعاني من مرض ومن عقدة النقص ولا يستطيع المنافسة الشريفة "وفي ذلك فليتنافس المتنافسون" فسباق الخيول لا تشارك فيه البغال والجحوش والفئران بل الخيول الأصايل التي تجود نحو الشرف ، وهؤلاء لا شرف لهم ولا يستطيعون الوصول إليه.
عانت المجتمعات كلها من زفر هؤلاء ووسخهم ولم تجد طريقة للتعامل معهم سوى الإزالة والإهمال بإمكانهم سلة المهملات فقد انطبق عليهم :
لقد أسمعتَ من ناديتَ حيا"
ولكن لا حياة لمن تنادي
وما داموا قد قبلوا أن يكونوا
"قطاريز" و "عملاء" فلا عليهم أن يمثلوا لأنهم مكشوفون معروفون حتى لو جاملهم الناس كرما" وترفعا" عن الهبوط الى مستواهم فالعمالقة رؤوسهم مرتفعة عالية ولا تستطيع أن تنظر لمن خفضه ذله.