بمناسبة «عيد الحب» مجبر على الكتابة عن العيد. وان كنت حقيقة لم اعرف عيد الحب الا عندما دخلت الجامعة، ولربما من بعد ايضا. وكنت اسمع عن العيد وموعده واللون الاحمر، لكني لم اتورط يوما في الوقوع في التفاصيل، واحتفالي بالحب والحبيبة يكون خارج موسم الاعياد المقررة.
عيد الحب «فالتين» الاسم غريب، ولا يشبه حياتنا وثقافتنا وعيشنا، وافكارنا. نعرف الحب من جميل بثينة وعنترة وامرئ القيس، ورابعة العدوية، فكرة الحب قبل ان نحس بها تشكلت في وعينا من تراث الادب العربي.
عيد الحب يرتبط بطبقة اجتماعية. وبنساء من صنف من يجتمعن صباحا لتناول القهوة والارجيلة، ويتناولن الغداء في ويسبرز، والعشاء في لايفنج روم، ويقضين خارج البلاد اكثر من نصف العام.
وهناك من ترتدي بالطو ثمنه بقدر قطعة ارض في الوسية وقريفلا وابو ترابة. ويلف في لفيفها جيش من الخادمات والسواقين يعملون على كبسة الزر في خدمة المدام الراقية.
ومنهن من في وقت الفراغ ينشغلن في قضايا الشأن العام، والعمل التطوعي، والجمعيات والنشاطات الخيرية، ومحاربة الفقر والبطالة وقضايا اجتماعية اخرى . ويقيمن نشاطات، ويجمعن الاموال والتبرعات، ومنهن من يقمن الولائم والطبايخ، ويمتن على التصوير ونشر صورهن على الفيس بوك والمواقع الالكترونية.
ونساء اخريات، ومن نعرفهن، وهن من جلدتنا ويشبوهننا. تقضي نهارها في المطبخ، تطبخ وتعمل سلطة وتخبز وتحلب الغنم وتغسل، وتقرأ للاولاد، وتنظف الدار، وتنوم العيال، وادير بالها على زوجها.
نساء راسخات بالارض، امهات حقيقيات، صورتهن توحي بانهن مزورعات بالارض، بل هن الارض. أم، ورب اسرة ورعاية للاولاد، وحارسة للمنزل والعائلة. ام روحها من أنفاس المكان.
لا يعرفن الورد الاحمر تاع الفالتين، ولكن يزرعنه في القلوب.
الدستور