وزارة الشباب يا دولة الرئيس
د. مهند صالح الطراونة
14-02-2020 06:14 PM
وزارة لها دور محوري وهام في رسم سياسة الوطن والإصلاح والتنمية الحقيقة، وزارة تعتبر حجر الاساس في نبذ الفكر المتطرف ولها دور هام في تأهي جيل كامل من الشباب اذا ما اتحيت له الفرصة سوف يقود الدولة ويساهم مساهمة فعالة في التطوير والتحديث، وزارة يتابع أمرها الاردنيون منذ سنوات ومن موقف المتفرج حول ما يتخلل هيكلها من تغيير وتبديل فتارة يتم الغاء وزارة الشباب ،ويشكل بدلا منها مجلس أعلى للشباب، و تارة أخرى يتم إعادتها ويلغى المجلس الاعلى للشباب، وكأن الدولة الاردنية دولة حديثة النشأة ولا تملك برامج وخطط لملف رعاية الشباب وذات الأشخاص يتم تدويرهم من موقع لآخر.
ومن المؤكد أن تأتي الحكومة فتلغي الهيئة وتتلف مطبوعاتها ومراسلاتها ، ويصدر الوزير الجديد قرار بإسم وزارة الشباب بالغاء كافة المطبوعات بإسم الهيئة واعادة استخدام شعار الوزارة الجديدة ويحتاج لوقت قريب من عمر الحكومة ليستقر الوضع وبعد استقراره يعاد حل الحكومة ويأتي للدوار الرابع صاحب رؤية أخرى فيلغي برامج وخطط وزارة الشباب ويضع برامج وخطط منها قوي ومنها ضعيف .
وكل هذا ومازلنا نراوح ذات مكاننا في سلم الترتيب والتطوير والتحديث ،ومازلنا ننتظر أن يتحقق شيء جديد للشباب الاردني المثقل في الهموم ومازلنا نبحث عن انجاز يشار إليه بالبنان انجاز يتحدث عنه الشباب إنجاز يلمس الشباب آثاره على حياتهم يخفف عنهم شبح الفقر والبطالة يغرس في النشيء حب الأوطان والولاء والإنتماء وتخلق منهم قادة ورجال دولة .
مازلنا لم نلتقط إشارات سيدي صاحب الجلالة الصريحة والضمنية في إيلاء الشباب الرعاية اللازمة وإنقاضهم من براثن ومستنقعات الفكر المتطرف والإحباط واليأس والبطالة وتعكير المزاج العام والسعي وراء السفارات للهجرة .
والسؤال أين تقاليد الدولة وأين رسوخ الفكر الإداري والاستراتيجي وأين الرؤية والرؤيا ؟ الغائب عن هذا المشهد هم الشباب وحدهم فحظهم كدقيق قمح فوق شوك نثروه،
عتبنا الشديد وهذا عتب محب على أصحاب هذه الوزارة أصحاب الروح الوثابة والنفس المتحفزة ولا تشكك في رغبتهم في التغيير ولا في قناعاتهم الراسخة ان الشباب عنوان الوطن والشباب و عصب الدولة وقلبها النابض وهم الفكر الشاغل لفكر سيدي صاحب الجلالة.
يستذكرني هذا الوضع لوزارة الشباب والسعي خلف تحفيز العمل في وزارة الشباب ببلدية في منطقة نائية استلمها اكثر من رئيس اكثرهم حصل على مؤهل خامس ابتدائي ، فالرئيس الاول وضع في الشارع جزيرة وسطية وزرع الدفُـلى وجاء بعده رئيس قال الدفلى مُرة الطعم وكأننا سنأكلها !! ,فلنخلعها ونزرع الاشجار الاخرى وبالفعل تم ذلك بعد مدة و تغير الوضع وجاء رئيس آخر وقال الجزيرة الوسطية عريضة بعض الشيء وتحتاج الى تضييق ليتسع الشارع وتم ذلك تصوروا اربعة رؤساء والمدة اربعة سنوات لكل واحد منهم والعمل جار على الجزيرة الوسطية تماما مثل القطار السريع الذي لم يصل بعد ، وفي نفس البلدية بعد أن تطور الأمر جاء رئيس جديد ووضع دوار في مكان خطأ وضع عليه حصان ثم جاء الآخر وغير الحصان بصورة أخرى وجاء آخر وضيق الدوار ووضع بدل الصورة أشجار نخيل .
محصلة القول إن الإدارة فن وعلم وبعيدا عن المصطلحات يستطيع اي وزير أن يوجه اي مؤسسة قائمة ويتابع عملها دون الحاجة لتغيير المسمى الناس تنتظر النتائج وتراقب بصيص الامل والقلوب على الوطن .
علم الادارة من أقدم العلوم الإنسانية يعتمد على الخطة والدراسة والرؤية والرسالة والتقييم والتحفيز والعقوبة فالعفوية في مجالس الضحك وفي مجالس التعاليل وبين الاطفال في رياضهم اما في ادارة الدولة فالامور مختلفة لا عفوية في الإدارة نريد نتائج