عبيد بطبيعتنا وغريزتنا ، نمارس كل الطقوس المتوارثة منذ عصور ، كل من سبقنا في الخروج عن المألوف وابتداع البدع وقصص الخرافات المرتبطة بمشاعرنا وطموحاتنا كبشر ، جعلت منا عبيداً بطواعية كاملة، تجاهلنا في عالمنا اليوم أننا أصحاب رسالة وأننا نملك قيمًا ونحقق في الحياة أهداف سامية ، والحب من صميم عقيدتنا نحب الله ورسوله ونحب من أحبهم وننشر حولنا كل جميل ، تسامح وإخاء وعطاء ، نقدم الغالي والنفيس أن نحب ونحارب من أجلهم وننجح من أجلهم ونحبهم بكل جوارحنا ، للحب والمحبة في عالم من يدرك عظمة الخلق والخالق لذة وشغف نشوة ، تجعلك تحلق بعيدًا بسعادة ما انحزت وما قدمت .
علمونا حباً مزيفاً لنكون عبيداً للحب وليس منتجين له ، عالم من التناقضات يعيشه الشابات والشباب العاشقين من كل الفئات ، انحدار في معاني التعبير ومغالاة في التواصل ، وتصبح المعاير وردة حمراء ودبدوب السعادة بقلب الحب المعلق ، أي احتمالات للفشل للأجيال أردنا وأي حب ننشر بينهم وأي علاقات أسرية تنهار أو يكون الفالنتين آخر عيد لها ، خيانة مشاعرنا ومكونات نفوسنا جعلت منا عبيدا ً ، للمستورد من فكرة قد يكون أصلها طيب ولكن اليوم ثمارها مسمومة وملمسها يحرق أصحابها ومن حولهم .
الحب شعور عظيم وهبه الله لنا لننعم بالرحمة فيما بيننا وليكون لنا شعور نتقبل به وجود بعضنا ونضحك معا ونحزن معا ونعيش معاً ، حب ليس مجرد سلوك مصدره الخوف أو الغاية ، سلوك منبعه الراحة والأمان حين تحتاج من تحب في ليالي الشتاء البارد أو عند تسارع القلب الخائف وارتجاف الأطراف من كثرة ما أرهقتك الحياة فتنطلق مسرعاً نحن من تحب لاجئ وراغب ومستسلم للحب .
الحب عندما تكون منتصراً ناجحًا قد منتشياً براحة البال فتسرع مهرولاً لمن تحب تشاركه السعادة وتقاسمه الأمل وتعيش في عينه فرحة المحبين بالإنجاز والنجاح .
الحب أن يكون من تفر إليه عندالشدائد أو تهرول إليه عند النجاحات أن يكون نفس الشخص لأننا عندها فقط نكون صادقين بحبنا فخورين بما نقدم وبما نحقق في حياتنا ، ليس الحبيب من سر بنجاحي وفر من تعاستي إنما الحبيب من كان في كل الأحوال مصدر سعادتي ، هكذا تعبر وتقيس مركزية ارتباطك بالآخر أهو حب أم استعباد ، هكذا تدرك أن وردة حمراء لا تقدم في مناسبة لا نعرف من أين اقتحمت عاملنا ، بل وجب أن تزرع حديقة من الورود لمن تحب وترويها كل يوم مانحاً حبك الحياة منتجاً لمعاني البقاء ومبتعداً عن قيم الفناء .
أخيراً
وصمت يخيم على تفكيرنا تتسارع دقات قلوبنا أحبوا بعضكم بعضًا ولتعمروا الأرض .