حوادث السّير .. مسلسل مرعب
نهيل الشقران
14-02-2020 01:07 AM
تحصد حوادث السَّير في بلدي الحبيب، أرواحا ً بريئة في كلّ يوم ٍ، بل وفي كلّ لحظة، هذا رغم تغيير قانون السَّير أكثر من مرّة، ممّا يؤكّد أنّ الوازع الدّاخلي، يردع الإنسان أكثر من القوانين المرعيّة .
وإذا أردنا أن نبحث هذا الموضوع، لا بُدّ لنا من الوقوف على أسباب هذه الظاهرة المُرعبة، لأننا أصبحنا كلّ يوم نقرأ عن حادث سير، لطالبة تحتفل بتخرجها بعد يوم أو يومين، أو حادث دهس لخرّيج جامعيّ يقطع الشارع يوم تخرّجه، وهذه أمورٌ مؤلمة، أن نفقد شباباً في عمر الورود.
إنّ أخطر أسباب حوادث السَّير، السّرعة الزائدة، بل الجنونيّة، التي لا تصدر إلّا عن سائق ٍ أرعن لا يُقدّر أرواح البشر الماشين منهم والسائقين، ويقول في نفسه ( كل راس مالها فنجان قهوة )
ويأتي بعدها استخدام الهواتف النقّالة أثناء القيادة، ممّا يشتّت انتباه السّائق، ويكون ذلك سببا ً رئيسا ً لوقوع الحوادث.
كما أنّ إهمال وسائل السلامة العامة، كحزام الأمان مثلاً ، يزيد من المخاطر المترتبة على حوادث السّير وأضرارها. والتتابع القريب للمركبات أيضا ً يُعدّ عاملاً من العوامل التي تؤدّي لوقوع الحوادث.
وعن مخالفة القواعد المروريّة، حدّث ولا حرج، فكم من سائق يتجاوز بشكل ٍ خاطئ ، ممّا يؤدّي إلى الاصطدام بالمركبة أو المركبات المقابلة ، وكم من سائق ٍ مستهتر يتّبع المسار المعاكس، وهذه أمّ الكوارث.
هذا ناهيك عن تدخّلات وجهاء العشائر بعد الحوادث، وخاصّة حوادث الدّهس، من أجل تنازل أهل الضحيّة عن حقوقهم، وحقوق الضحيّة نفسه.
نهاية لا بُدَّ من البحث عن حلول ٍ لهذه الأسباب مجتمعة للحدّ من هذه الظاهرة المُرعبة .