فعلتها أميريكا .. لِمَ لا؟!
د. محمود الشوابكة
12-02-2020 12:52 PM
كورونا؛ ذاك الفيروس الذي دك الصين؛ فأرهبها، وجمد مظاهر المدنية فيها، وأوقف رحى اقتصادها الهائلة عن الدوران.
أمام ذلك، وإذا ماتوقفنا ملياً، عند الحرب الإقتصادية المحتدمة بين الصين وأميركا، ثمة سؤال نطرحه هنا؛ هو:
هل ثمة تجنٍ في أن نقول:
إن كورونا المستجد قد طورته أميريكا وقذفت به إلى الصين؟
للإجابة على هذا السؤال لابد من إطلالة موجزة على الفكر والسلوك الأوروبيين، في هذا الصدد، باعتبارهما الجذر الذي أنبت الوليد الديمغرافي السياسي، على الأرض التي سرقوها من أصحابها؛ وأسموها: أميريكا.
إذ لما كان استخدام القوة الميكانيكية، المدعومة تكنولوجيا، هو أمر يلجأ إليه الساسة حين تعجز الأدوات الدبلوماسية عن تحقيق أهدافهم، فإن من المتصور أن تلجأ دولة كأميريكا، إلى أساليب أخرى، غير تقليدية، للفتك بخصمها، وهي الدولة التي قامت على اجتثاث الغير بأساليب منسلخة كليا عن أدنى أخلاقيات الحروب!!!
فإذا كان الأوروبيون، قد اجتثوا الهنود الحمر، بالنار والبارود، فإنهم قد اجتثوهم، أيضا، بنشر الأوبئة بطرق منبتة عن أدنى قيم الأنسان.
فذاك هو القائد الإنجليزي( جفري أمهيرست) المولود عام ١٧١٧م، يطلب من أحد القادة الذين يعملون معه، أن يعقد معاهدات مع الهنود الحمر، ثم يقدم لهم، بعد أن يكونوا قد اطمأنوا لهم، بطانيات مسمومة بالجدري!
ليتوسعوا في ذلك لاحقا، و"يغدقوا" على الهنود الحمر، ببطانيات، تم جلبها من المصحات الأوروبية، محملة بجراثيم الدفتيريا والسل والحصبة !.
ليس ذلك وحسب؛ فذاك هو
( توماس مالثس)وهو قس بريطاني- لاعلاقة للدين المسيحي به- عاش بين عامي ١٧٦٦م و١٨٣٤م، وعمل مدرسا للدين والفلسفة في جامعة كمبردج، ثم مدرسا في كلية هايالبيري، التابعة لشركة الهند الشرقية؛ عملاق الإستعمار العالمي، وأداة الشر التي استعمرت بها بريطانيا شبه القارة الهندية، ذاك هو (مالثس) يرى أنه لابد من ترك الأمراض والأوبئة تفعل فعلها، لتُخلص البشرية، من الحِمل "الزائد" الذي يتركز، وفقا له، في الطبقة الفقيرة!، في سبيل حل المعضلة التي كان يتصور حدوثها والمتمثلة في عدم كفاية الغذاء الذي تنتجه الأرض لسد حاجات البشرية !.... فأي مُنَظِّرٍ هو ذاك، وأي "أخلاق" هي تلك؟!.
من هنا يبدو من الطبيعي، لابل من المنطقي، أن نتصور لجوء الولايات المتحدة الأمريكية، إلى إسلوب "الحرب الجرثومية"، وهو الأسلوب القذر الذي اتبعه أجدادهم مع سكان البر الذي سُمي لاحقا ب: أميريكا، وهي التي قامت على مبادئ الفكر الرأسمالي المتوحش، وأفعاله الشائنة التي ذكرنا نموذجا بسيطا عنها، وهي التي استعرت فيها، الأن، نيران الرأسمالية العالمية.
أمام ذلك كله؛ هل ثمة من ينكر علينا أن نقول: نعم فعلتها أميركا...