من يخاطب "اليوتيوب" ليكفوا .. !
شحاده أبو بقر
11-02-2020 10:03 PM
نسمع ونشاهد عبر تكنولوجيا التواصل الحديثة التي صارت نقمة بدل أن تكون نعمة، ما يثير الدهشة والإشمئزاز معا، من فيديوهات يبثها أشخاص عرب ويا للأسف، تتعرض للإسلام بفجاجة سوء يدعون من خلالها بأن نبي الرحمة محمدا صلى الله عليه وسلم ليس نبيا!، وأن القرآن الكريم ليس من عند الله جل جلاله!، وإنما هو كلام كتبه أشخاص للنبي!، وأن الوحي الألهي لم يتنزل!، وأن الإسلام في خلاصة الأمر ليس دينا من عند الله سبحانه!.
يجتهد هؤلاء الناكرون بأسلوب ماكر يمكن للمتابع الواعي أن يدرك من طريقة حديثهم وحركة أجسادهم وملامح وجوههم، أنهم إنما ينفذون حملة ممنهجة خدمة لآخرين ويتلقون بالضرورة أجرا ماديا لقاء ما يفعلون.
كانت بداية الحملة، توظيف ممارسات بعض المسلمين المتطرفين والمغالين، في محاولة تشويه صورة ومكنون هذا الدين العظيم في نظر البشرية كلها، ثم تطورت الحملة بعد أن شعروا أنهم ربما حققوا الهدف، إلى تشكيك حتى المسلمين بدينهم، فقرآنهم ليس منزلا من عند رب العالمين، ونبيهم ليس سوى مجتهد من عنده، والعياذ بالله العلي العظيم.
هي حملة ممنهجة فعلا ولا شك في ذلك أبدا، فالإسلام لا يشكك في دين أحد، بل وعلى العكس من ذلك، فالإسلام يشترط في المسلم المؤمن حقا، أن يؤمن بالله وبملائكته وكتبه ورسله وباليوم الإخر وبالقدر خيره وشره، أي أن من ينتقص واحدة من هذه كلها، فهو ليس مؤمنا، ومع ذلك يتجرأ نفر ظالمون على ديننا وعقيدتنا ولا يرف لهم طرف، عندما يمارسون التدليس والكذب بحق هذا الدين العظيم، ولسان حالهم كمن يقول للجيل المسلم المتعلق بوسائل الواصل الحديثة، إرتدوا عن دينكم أو أتركوه!.
لن نجادل هؤلاء الظلمة، لا بالحسنى ولا بغيرها، لكننا نجزم أن حرية الرأي تتوقف تماما أمام معتقدات البشر وأديانهم، فهذه هي الخطوط الحمراء الحقيقية التي يجب أن لا يسمح لأحد بتجاوزها أو المساس بها.
وبالمناسبة، كنا في وقت مضى نزور الصين ضمن وفد برلماني يضم نوابا إسلاميين، قابل الوفد الرئيس الصيني الأسبق أو السابق لا أعرف، وخلال اللقاء الذي جرى في منتجع كان يقضي فيه إجازته، قال الرئيس "زيمين" وفقا للمترجم الصيني ما نصه، أنا لا دين لي، لكنني أقرأ القرآن كموسوعة علمية، أي أن رئيس أكبر بلد في العالم يعرف أن القرآن ليس مجرد كلام بشر قيل قبل أزيد من أربعة عشر قرنا، بل هو علم ولذلك يقرأه!، وما هو العلم أصلا!، هو نبش لو جاز التعبير في أسرار الكون العظيم الذي أوجده الخالق جل في علاه.
لا علينا، فالأمر ودفاعا عن ديننا ورسولنا وقرآننا وعقيدتنا وإيماننا الذي لا يخالطه شك، والذي يواجه اليوم حملة ظالمة لها غاياتها الشريرة، يتطلب مخاطبة ال "يوتيوب" وسواه، لحجر بث تلك الفيديوهات السامة والمسمومة، بإعتبارها تمس عقيدة وإيمان مليار ونصف المليار مسلم في مشارق الأرض ومغاربها.
ومرة ثانية لا نشكك في عقيدة ودين أي كان، ولا نعارض حرية العبادات والرأي، لكننا نرفض وبشدة، أن تتاح الفرص رحبة لمشككين ظلمة مأجورين للتشكيك بديننا وعقيدتنا، وبأي شكل كان أو وسيلة كانت، ونتطلع لمن يملك الوسيلة لمخاطبة من يلزم، كي يكف هؤلاء عن حملاتهم الشريرة المشبوهة التي لا بد وأن لها ما قبلها وما بعدها. والله العلي العظيم ورسوله المصطفى الكريم من وراء قصدي.