مما لا شك فيه أن أمانة العاصمة في مدينة عمان تقوم بدور مهم وحيوي في حياة معظم الأردنيين من سكان العاصمة وغيرها وبشكل يومي.

موازنة أمانة عمان التي تقدر بحوالي 527 مليون دينار للعام الحالي 2020 تعتبر الاكبر والاضخم في قطاع العمل البلدي وحتى الحكومي بلا منازع. هذه الموازنة التي ينبغي ان تنعكس بشكل ملحوظ وايجابي دوما على اهالي عمان تحتاج الى استراتيجية ورؤية ثابتة ليس من حيث كم المشاريع فحسب وانما التركيز ايضا على نوعية المشاريع والخدمات المقدمة.

يشكل تحدي النقل والمشاكل المرورية التي تشهدها عمان صباحا ومساء التحدي الاكبر والاصعب منذ ما يزيد عن عشرة سنوات خلت. وتعتبر البنية التحتية لهذا القطاع هي الشريان التاجي لقلب العاصمة عمان الذي أصابه ربما مشاكل واعتلالات لاتخفى على احد اظهرتها عمليات القسطرة والتحليل والتمحيص والتجارب والمشاهدات اليومية وأعيت على الحل لغاية الان.

على الرغم من المشاريع العديدة كما ونوعا في ارجاء العاصمة الحبيبة، فلا زالت المشكلة تتفاقم يوما بعد يوم. فما هي الاسباب والحلول المقترحة التي يمكن ان تعالج ولو جزئيا بعضا من هذه المشاكل والمعيقات والتحديات.
يمكن تلخيص اهم المشاكل بالنقاط التالية:

1. قيام الامانة بفتح جبهات واسعة من العمل بمشروع الباص عالي التردد مرة واحدة نتيجة للضغط الشعبي من المواطنين وترافق ذلك بالبطء بالعمل وازدياد اعداد السيارات باستمرار وعدم مواكبة وسائط النقل العام كما ونوعا للطلب المتزايد من قطاعات واسعة من السكان اهمها قطاع الطلاب والموظفين.

2. لم يكن للمشكلة ان تتفاقم لولا اقتطاع مساحات واسعة من سعة الشوارع التنظيمية بواقع مسرب او اكثر من كل اتجاه لصالح مسار الباص عالي التردد وعلى حساب المسارب المخصصة في كل اتجاه للسيارات الصغيرة وسيارات الركوب المتوسطة والثقيلة مما أدى الى تكديس وتخزين السيارات باعداد كبيرة على الاشارات الضوئية والدواوير وفتحات تغيير الاتجاه وخلق مايشبه عنق الزجاجة في اكثر من بؤرة في عمان ليلا ونهارا.

3. سلوكيات الكثير من السائقين وعدم التقيد التام بقواعد السير من اعطاء اولويات واصطفاف عشوائي وغيرها.

4. عدم وجود مواقف رسمية مخصصة من الامانة وبشكل كاف وبتوزيع مدروس مما يضطر السائقين لاستخدام جزء من الشارع كموقف لسياراتهم خصوصا في ساعات الصباح والمساء الممتدة خلال اوقات العمل بالقطاعين العام والخاص.

مقترحات على المدى القصير والبعيد:

1. الاهتمام بصيانة الطرق باتباع انظمة الصيانة الوقائية والروتينية لعدد كبير من الطرق والشوارع الرئيسية الحيوية التي باتت عبارة عن كوارث حقيقية لانتشار الحفر والمطبات والتشققات والمقاطع الخاصة بخدمات الاتصالات والمياه والكهرباء والترقيعات السيئة التي تنعكس سلبا على نوعية القيادة عليها.

2. تحويل بعض الدواوير الى اشارات ضوئية مثل دوار الاميرة بسمة في الجبيهة لكثرة الحوادث فيه نتيجة لسوء استخدامه من بعض السائقين والسلوكيات الخاطئة وعدم اعطاء الاولوية وبشكل يومي. هذا بالاضافة لعمل دراسة لمسارب تخزينية وفتحات تغيير اتجاه جديدة لتهريب بعض الاختناقات في بعض المناطق.

3. التفكير مستقبلا بوسائط نقل اكثر مرونة وناجحة مثل القطار الخفيف او الميترو الذي يناسب طبيعة عمان الطبوغرافية. وهنا لابد من الاشارة لاهمية التشاركية مع القطاع الخاص من خلال نظام البناء والتشغيل ونقل الملكية.

4. التوسع في تجربة باص عمان وشمول كافة المناطق والاحياء لانها تجربة ناجحة مع ضرورة تعزيز اعداد محطات الانتظار والانطلاق ورقمنتها.

5. التفكير جديا بعمل مجمعات للوزارات والدوائر الحكومية وتوفير ساحات وقوف كافية حولها بدل ان تكون مبعثرة هنا وهناك.

6. منظومة النقل المدرسي الحكومي المدار من قبل الامانة بوسائط نقل عصرية وامنة وبوجود رقابة حقيقية وبرسوم معقولة اعتقد انها ستساهم بجزء من الحل لمشاكل النقل في عمان.

*هندسة النقل والمواصلات