يعيد التلفزيون الأردني بث مسلسل "أم الكروم" الذي كتبه عام ١٩٩٨ المبدع د. مخلد الزيودي وأخرجه سعود الفياض الخليفات رائد الدراما الأردنية. نفس السؤال يعاد اليوم ونحن نتلقّى "صفقة القرن" على وجوهنا، أين الأرض ومن باعها ولمن بيعت.. ماذا بقي لنا من قواشين!!!
من الذي دللّ على ما تبقّى من أراضي الأردنيين.. من الذي جرف الزيتون ونصب الفلل والقرميد ثم ارتهن للبنوك والصناديق وانتهى في السجون.. من الذي أوصل الأردنيات بعدما كن نشميات أصبحن غارمات، والأردنيين أصبحوا متعثرين ومطلوبين للتنفيذ القضائي..!!
المسلسل يتحدث عن مرحلة التسعينات بعد الطفرة والبحبوحة التي عاشها الأردنيون في الثمانينات، وانتهينا إلى الأزمة الاقتصادية وانهيار الدينار الأردني وحرب الخليج، وعودة آلآف المغتربين وشراء الأراضي وازدهار تجارة البيع ومكاتب السمسرة وقضم الأراضي الزراعية.
يذكرنا أم الكروم بحديثي النعمة الذين باعوا أراضيهم والتي لم يتعبوا في الحفر على شجرها، وأصبحوا القيادات الجديدة التي صنعها الحاكم الإداري وقادة المخافر، وتوسعت أطماعهم فاحتلوا مقاعد البلديات والبرلمان والجاهات والعطوات واحتفالات المدارس.
هناك في قرانا وفي بلادنا أكثر من "صبري" يسمسر على كل شي، بدءا من الموارس وانتهاء بالشركات والأصول الأردنية.. هناك أكثر من "عواد الفالح" باع أرضه واشترى عباءة وشيخة، وفاز في انتخابات البلدية والنيابة، واشترى "عزوة" من المغفلين أمثال "جبر الجبر" يصفقوا له كل تعليلة.
وهناك أيضا الكثير من أمثال "الأستاذ سلمان" يشعرون بوجع البلاد، لا يملك إلا حبها، ولا أحد يسمع لصوته ولخوفه، طحنته الحكومات، وتاجرت بـ "صبري وجبر وعواد الفالح"، فالزمان للأرض الشمسية وللرجال المنسية.
حمى الله بلادنا