شركات الكهرباء بين اتفاقية العار وارتفاع الفواتير
حسن طارق الور
10-02-2020 01:01 AM
زاد الحديث خلال الأسابيع الماضية عن شركة الكهرباء في الاردن وذلك بعد البدء بالعمل من اتفاقية الغاز المستورد من الاراضي المحتلة، وزاد الأمر سوءا عندما اصدرت فواتير شهر كانون الثاني وتبين بها ارتفاع غير مسبوق لأسعار الكهرباء التي يدفعها المواطنين.
وتقسم شركات الكهرباء في الاردن الى ثلاثة أنواع (التوليد، والنقل، والتوزيع) ومن الجدير بالذكر ان معظم شركات التوليد تولد الطاقة من نفط مباع من شركة حكومية (أي سعر موحد) وشركة النقل هي شركة مملوكة للحكومة.
اما شركات التوزيع، فهي شركات خاصة محتكرة للسوق على حسب الموقع الجغرافي، فلا يحق للمستهلك ان يختار مع اي شركة يريد التعاقد، فيصح القول انه لا يوجد منافسة بين تلك الشركات لان المواطن لا يملك خيارا سوى الشركة المسيطرة على منطقة سكنه، فالشركات لا تعمل على التطوير او تحسين الأداء.
علينا العمل نحو تشجيع الاستثمار في شركات الكهرباء الصغيرة (micro grids) تعمل هذه الشركات على إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة وتوزيعها في مكان توليدها، وذلك بالشراكة مع البلديات المختلفة حينها يستطيع المواطن الاختيار أي شركة كهرباء تتناسب معه، وأي مصدر كهرباء يريد ان يستخدم، في تلك الحالة سيتحسن مستوى الخدمات المقدمة، وزيادة المنافسة فيكون هناك تحسن بالأسعار.
ايضا علينا العمل على ادخال نظام العدادات الذكية الى منازلنا وشبكها على الانترنت لكي يستطيع المواطن معرفة كم من الكهرباء يستهلك في كل لحظة، وكل جهاز كهربائي في منزله كم يستهلك واي الأجهزة يحتاج الى صيانة او التجديد. هذا سيخفف من مشكلة الثقة بين المواطن وشركات الكهرباء.
المنافسة هي أساس الإبداع وهي الأساس في التحسين الخدمات المقدمة للمواطن، اما إذا بقي الاحتكار الموجود الأن بين شركات الكهرباء، فليس هناك من مستفيد سوى المستثمرين في تلك الشركات.