الأسواق العالمية تضطرب مع انتشار فيروس كورونا في الصين وسط مخاوف من ركود اقتصادي
09-02-2020 11:50 PM
عمون - انتشر الذعر في الأسواق المالية في الصين وأجزاء أخرى من العالم وأصبحت حاليًا على حافة الهاوية بسبب فيروس كورونا، الذي أودى بحياة أكثر من 80 شخص وأكثر من 2000 مصاب والأعداد مرشحة للزيادة، بينما لا تزال الصين تحاول الحد من انتشار المرض الفتاك الذي قيد الحركة في البلاد وشل الأغلبية العظمي من القطاعات الرئيسية، مما أثار غضبًا وطنيًا وتخوف عالمي، كما أصبح آثار فيروس كورونا في الصينمحسوسًا بالفعل في الأسواق المالية العالمية،ومن المتوقع أن تزداد الظروف سوءًا.
فقد تعثرت أسواق الأسهم الصينية واخفض سعر اليوان في بورصة تداول العملات بعد أن اتخذت السلطات الخطوة الاستثنائية المتمثلة في إغلاق مدينة ووهان المركزية في محاولة لاحتواء اندلاع الفيروس القاتل، وتعثرت وول ستريت يوم الخميس الماضي وسط مخاوف من أن تؤدي الجهود المبذولة للحد من الفيروس المميت في الصين إلى زيادة تعطيل الاقتصاد العالمي.
الصين تفرض قيود السفر
فرض المسؤولون الصينيون الآن حظراً شاملاً على السفر لأكثر من 10مدن، كما أجبرت السلطات جميع وكالات السفر على التوقف مؤقتًا عن جميع خطط السفر المقدمة سواء كانت محلية أو دولية، كما أوقفت الحكومة جميع وسائل النقل بما في ذلك الحافلات والقطارات والرحلات المقرر لها أن تغادر أي من المدن العشر.
يؤثر حظر السفر بالفعل على حوالي 40 مليون شخص، وهناك احتمال من توسيع السلطات الصينية نطاق القيود لتشمل أجزاء أخرى من البلاد، هذا يعني أنه بالإضافة إلى 40مليون شخص يمكن أن يتأثر ملايين آخرون.
فيروس كورونا يهز الأسواق المالية
عادة ما يكون للأسواق المالية في العالم مستوى معين من الضعفنتيجة التأثر بالمخاوف الصحية، يتوقع المحللون بالفعل أن انتشار فيروس كورونا سيضعف الأسواق بشكل كبير إذا لم تجد الصين حلاً.
كانت أسواق التداول الآسيوية الأشد تأثرًا بهذه الأحداث، حيث خسر مؤشر CSI 300 الصيني بأكثر من 3%، وهبط مؤشر هانج سينج الرئيسي في هونغ كونغ بأكثر من 1.5%، وتراجع مؤشر كوسبي في سيول بنسبة 0.9%، واكتست شاشات التداول يوم الخميس باللون الأحمر التي امتدت إلى الأسواق الأوروبية والولايات المتحدة.
وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي حوالي 200نقطة قبل أن يتعافى ليغلق عند 29160 نقطة،في أعقاب قرار الصين بتوسيع الحجر الصحي خارج مدينة ووهانالتي ظهر فيها الفيروس لأول مرة، كما انخفضت أسعار النفط مرة أخرى حيث توقع المستثمرين تباطؤ الاقتصاد العالمي بما سيؤثر على معدلات الطلب العالمية.
يأتي هذا الاضطراب في وقت يبدو فيه النمو الاقتصادي الصيني هشًا بالفعل، وسيؤدي ذلك إلى حدوث ركود اقتصادي، الذي سيظهر في مؤشر معنويات المستهلكين والأعمال من الصين والولايات المتحدة.
إن انتشار هذا المرض على نطاق أوسع لديه القدرة على تعطيل سلاسل السفر والتجارة والإمداد في جميع أنحاء آسيا، مع تأثيرات غير مباشرة على الاقتصاد العالمي لأن آسيا الآن محرك رئيسي للنمو العالمي.
تفشي المرض وعدم القدرة على السيطرة يزيد من المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، ففي وقت سابق من هذا الشهر قلص صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو لعام 2020إلى 2.9% من 3% مشيراً إلى ضعف الأسواق الناشئة الرئيسية مثل الهند.
ويتعين على المسؤولين الصينيين محاربة الأزمة الصحية غير المتوقعة وتنفيذ شروط اتفاقية التجارة الجديدة بين الولايات المتحدة والصين، حيث يتطلب الاتفاق التجاري من الصين زيادة إنفاقها على السلع والخدمات الأمريكية بمقدار 200مليار دولار على مدار العامين المقبلين وبدء فتح سوق خدماتها المالية بحلول الأول من أبريل.
يعتقد المحللين أن الأزمة المفاجئة التي تحل بالصين سببت الكثير من الارتباك، كما أن تحقيق الأهداف في الصفقة التجارية سوف يتلاشى بالمقارنة مع إدارة السياسة والاقتصاد المحلي لهذه الأزمة.