لهذا الوطن منذ وجوده على هذه الأرض ميزة لن تجدها في أي مكان وزمان، ميزته هي أختلاط القديم بالجديد ورفعة الماضي لأجل الحاضر وسيادة قيم العزة والشموخ في سبيل نهضته التي نادى بها قادة هذا الوطن من آل البيت الأطهار.
مخططات رسمت بعناية لتذويب الهوية الأردنية وانصياعها لأجندات خارجية، تهدف إلى أن يصبح هذا الوطن تحت تصرف أصحاب هذه الأجندات البشعة الهادفة إلى زج الوطن الأردني في أحضان دول النفوذ العالمي، لكن ساد اعتقاد ويقين لدى هذا العالم بأن لهذا الوطن في الحقب الأولى من نشأته بنياناً مرصوصاً بعناية، وبناء أحسن قادته تسييجه بحب، ولم يتوان هذا الشعب في زيادة العزم والهمة لمن بيده قرار الصمود والوقوف بوجه جميع المخططات الهدامة التي تسعى أن يكون كغيره من الدول يسير حسب رغباتهم وانفعالاتهم.
كان محور العالم في نظرتهم إلى هذا البقعة من العالم هو المغفور له الحسين بن طلال لما له من تأثير ووجود في تغيير المعادلات المرسومة لهذه المنطقة، أباح لنا ولغيرنا الكثير من ساسة العالم بأنهم في كثير من الأحيان يكون الحسين بن طلال ملاذهم في معرفة ما تفكر به شعوب الأرض، كان ملهماً وقدوة لمن أراد أن يسير في خطى ثابتة في التعامل مع القضايا التي تمر بها أمتنا العربية، وما هو السبيل في التعمق وتناول الشؤون السياسية والحلول الملائمة للخروج من الملفات الراكدة والذي مر زمن وهي في الأدراج ولم تجد الجسارة لتناولها. فقط?هو الحسين بن طلال من كان يفتح الأبواب على مصاريعها، كان الغالبية في واد والحسين الراحل بكل إيمان وصلابة بحتمية عودة الحق إلى أهله، ولهذا وقف كالطود في معاندة البعض لإقرار هذا الحق ورفعة شأن هذه الأمة التي مرت بظروف صعبة وتراجعت مكانتها بين الامم الأخرى.
كان المغفور له، هو الصوت الذي ينصت له بجدية في الأوساط العالمية، وكنا نشاهد أثر حديثه على مسامع ابناء العالم المتحضر، وردة الفعل على حكمته في غرف السياسية والصحافة العالمية، كان لحديثه وأخلاصه لأمته وقع خاص أدركه أصحاب الفكر النير، لهذا كان الحسين بن طلال صاحب حضور مرحب به من القادة والشعوب، كان رسول الإنسانية، والمحب للخير والسعي الحثيث لخروج الشعوب من مآسيها وويلاتها، ولن انسى والدي رحمه الله عندما كان يشاهد نشرة الأخبار الثامنة عند عودته من مزرعته كيف يزحف للوصول إلى شاشة التلفاز عند رؤية المغفور له على التلفاز، كانت الطمأنينة والخير والتفاؤل والأمل بغد جديد، رحم الله الحسين بن طلال وأعان أبا الحسين الملك عبدالله الثاني على هذا الحمل الثقيل في زمن كثرت فيه الصفقات وزادت عليه التعقيدات.
(الرأي)