من حق تاجر مثلك أن يتحدث عن الصفقات لأن حياتك قامت على ذلك ، ومن حقك أن تسخر من العرب لأنهم وضعوا أنفسهم في مقام السخرية ، ومن حقك أن تنافس بلفور البريطاني في تقديم وعود جديدة على مائدة الصهاينة .
لكن ليس من حقك أن تتجاوز الحقائق التاريخية البشرية . فربما لانشغالك بالصفقات لم تقرأ أن زعيم النصرانية في القدس " صفرونيوس " قد اشترط على خليفة المسلمين عمر بن الخطاب أن لا يسكن في القدس يهودي واحد !!
وليس من حقك أن تمارس عمل تجار السلاح وأنت تقود دولة كبرى تحتضن مجلس الأمن وتستقبل العالم بتمثال الحرية !! وليس من حقك أن ترفض دخول المسلمين إلى أمريكا مع انك مطالب بأن تتذكر أنك وافد عليها وأنها ليست أرضك بل أرض الهنود الحمر الذين قتلهم أجدادك الغزاة !! ليس من حقك أن تتبجح بالديموقراطية وتنسى أن ملايين المسلمين والمسيحيين في العالم يعتقدون أن القدس لهم !! ليس من المنطق أن وأنت الأمريكي المتحرر أن تكون ألعوبة بيد الصهاينة وتقرر لهم ما ليس لهم لأن ابنتك معهم ولأنك تريد أن يعيدوك للبيت الأبيض !! يبدو أنك لم تقرأ تاريخ القدس وأن الحروب الصليبية استمرت زمنا" طويلا" ولكن النهاية كانت طرد الصليبيين !! عليك أن لا تنسى اسم صلاح الدين ويحيى عياش وأحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي ومروان البرغوثي و بسام الشكعة وعز الدين القسام ومحمد الدرة . كيف يجرؤ واحد مثلك على الموافقة على ضم الجولان السوري مع أن كل العالم يعرف أنها أرض محتلة ؟ إذن انت تدعو الى الخروج على القانون الدولي ؟ إذن انت خارج على القانون !! وهل يجوز لأعظم دولة أن يقودها خارج على القانون ؟!! .
يبدو أنك أيها الرئيس لا تدري ما يجري على الأرض عندنا ؟ أنت تراهن على الماديين والشهوانيين والمتخاذلين والصغار والأنذال، ولكن عليك أن تعرف أن جيلا" قد تم إعداده يؤمن بالقوة والإيمان وهو يتطلع لساحات البطولة حيث يتمنون الشهادة !! إن الأمهات يا ترمب تزغرد عندنا اذا نقلوا لهن خبر استشهاد أولادهن . إن آلاف المساجد تتربى فيها أجيال تعشق التضحية ولا تخاف إلا الله . مستر ترمب المستقبل ليس لك ولا لنتنياهو فمنذ قيام
" إسرائيل " لم تستطع أن تجعل فلسطين خالية من السكان لتصبح دولة يهود ، فعدد الفلسطينيين يساوي عدد اليهود أو يزيد في فلسطين ، ناهيك عن ملايين في الخارج يحملون حبهم وأشواقهم لبلدهم . لا توجد دولة في العالم مستر ترمب لدين واحد بل الناس يعيشون مع بعض في أمريكا وأوروبا والصين وروسيا وبلاد العرب وأفريقيا ، فكيف تتخيلون دولة لدين واحد ؟؟!! .
مستر ترمب لا تراهن على الضعف الحالي عندنا فلا الضعيف يبقى ضعيفا" ، ولا القوي يبقى قويا" .
إن حلفاءك في تل أبيب لم يتحقق لهم الأمن رغم امتلاكهم لترسانة الأسلحة ، نعم احتلوا ولكن لم ولن يوقع لهم على صك التملك إلا خائن لا يمثل الحق والتاريخ والمستقبل .
إياك أن يخطر ببالك أن ما جرى في أمريكا مع الهنود الحمر أو ما جرى في استراليا مع سكانها الأصليين يمكن أن يتم في فلسطين ، الأمر مختلف كليا" ، فالفلسطيني ليس هنديا" فهم شعب باق على أرضه في أرض 48 الأرض 67 وفي غزة وحول فلسطين موجودون في الأردن ولبنان وسوريا ومصر والخليج وكل دول العالم بما فيها أمريكا .
لم يذوبوا بل يتطلعون لبلدهم ولو عن بعد . لا تراهنوا يا أصحاب الصفقات على من يقبل بيع وطنه وشرفه ودينه وكرامته فهؤلاء إن وُجدوا فليسوا بشيء.
ستدور الأيام بسرعة وستكون خارج البيت الأبيض فأنت مجرد عابر سبيل ولن تغير التاريخ كما تهوى انت ونتنياهو لأننا سنبقيكم تقفون على رؤوس أصابع أقدامكم تشدون أعصابكم وتظنون السراب ماء.