حين منح الحسين وسام النهضة لبورسعيد المصرية
د.بكر خازر المجالي
08-02-2020 09:33 AM
المغفور له الملك الحسين طيب الله ثراه هو في وجدان كل الاردنيين وكل العرب وله مكانته العالمية ،وقاد الاردن بحكمة وبمنهج العدالة وتقدير من يستحق التقدير ولم يعرف امور اغتيال الشخصية والاقصاء ولا استبعاد القريب وتسييد الابعد ،ورؤيته وطنية عربية قومية ،يتحرك فورا باتجاه اي عمل قومي دون اعتبار للخلافات او للماضي .
في كل قضايا الامة العربية كانت خطوات واجراءات الملك الحسين تتجه بمصداقية لدعم الاشقاء والانتصار للقضية العربية باجراءات مادية كارسال القوات او مواد الدعم ،وبجهود سياسية في اتصالاته مع قادة العالم او في المنظمات الدولية .
من مواقف الحسين _ ويطيب لنا دائما ان نخاطب العالم باسمه المجرد "الحسين " – من مواقفه حين كان العدوان الثلاثي على مصر الشقيقة عام 1956 ، اتصل جلالته مع عبدالناصر وقال له ان جيش الاردن جاهز للحركة الى قناة السويس فورا ، فكان رد عبدالناصر بأن يتأنى جلالته قليلا لأن هناك جهود دولية لانهاء الازمة ، ولكن كانت جبهة الاردن مشتعلة والاشتباكات متواصلة وذلك لمنع الاردن من ارسال اي جيش الى مصر ، وقدم الاردن اكثر من مائة شهيد في تلك الفترة .
ونتذكر كيف تم قصف محطة اذاعة صوت العرب ،وانقطع بثها قليلا وهنا أمر الحسين بأن تبدأ اذاعة عمان بالبث على نفس تردد صوت العرب وباسم "هنا صوت العرب " الى حين اصلاح العطل وعودة البث .
وفي عام 1963 كان هناك احتفال في بورسعيد بذكرى العدوان الثلاثي وبرعاية جمال عبدالناصر ، فارسل الحسين وفدا برئاسة بهجت التلهوني الى بورسعيد للمشاركة في الاحتفالات وحمل الوفد وساما مرصعا عالي الشان هدية اردنية الى بورسعيد تقديرا لصمودها واستبسالها في احداث حرب 56.
والقى جمال عبدالناصر خطابا في الحفل في بورسعيد حيا الاردن فيه ودعا الى عقد قمة عربية لبحث استغلال روافد نهر الاردن وتحويلها ، وكان الحسين اول من لبى النداء لعقد القمة العربية التي تمت في القاهرة في شهر كانون الثاني 1964م ومن ثم في ذات السنة كانت القمة الثانية في الاسكندرية ،وهاتان القمتان كان لهما قرار تحويل روافد نهر الاردن وانشاء سد الوحدة(المخيبة ) وانشاء جيش التحرير الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية .
الحسين رحمه الله دائما هو البداية لكل جهد قومي ، وهو المرشد والناصح لكل العرب في كيفية التعامل مع الرأي العام العالمي وكيف يمكن تحقيق المكاسب بمنهج الديبلوماسية الذكية الواعية ،وكيف تأتلف كافة فئات الشعب وهي تلتقي باعتزاز الريف والعشيرة والبادية والمدينة والمخيمات .
ويبقى الارث الهاشمي نبراسا لنا في العمل والانجاز على خطى جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله .