1 - صبابة الناي
كعادتي الرصينة، في ندى كل صباح، اسرق وقت الشمس الخجلى، ابدد طريقي نحو شجرة الورد المجنونة، اراك تغربلين نظرتك تضحكين، تغزلين اصابعك برقة اليمام وحرارة النبض في شعر صدري؛ ذلك انني حين اتوقف في ظل الشجرة،تقتفي اثرك بتلات الازهار تترفع عن قوس النهار وتتغزل بطيفك الازلي، و-ايضا- حين اجمع زهر الورد في حضنك،يزهر دوما..وانا اطلق العنان لشوارعي المغطاة بالندى!
..لم يكن ما سمعت، وسط تلك الشوارع والممرات إلإ آهات غجرية تحاول سرقة اشعاع القمر البدر، وانت كما انت انتابك خوف العري وسط نظرات تتوارد مع بريد القلب.
لم تصلني تلك اللحظات الحلم فقد بان وتناقل عبر خاطر اطلق لعنان القلب مثل سهام الكابوي المسننة.
..ولأنني دواج جوال يهاجر في الصوت والهمس والآهات، رفعت عن كاهلك صبابة الناي ودفء الصوف وشاي الاعشاب يلتمع على اثر من اقلام الروج ورائحة التبغ البعيدة.
قالت عصفورة الدوري انها لمحت حرير الروح تتبادل ظلال الحلم مع ألم القلب وبهجة العري تحت بساط تلك السنديانات الباسقات الوارفات المثقلات بتلك اليمامات وقد نامت وتركت اصابعي وحيدة في هواء السنديان وظلالك تتسيد خيط الروح السري!.
2 - يطول غيابي وأبكي!
رأيت وجربت ونمت في حواري، يلتحف تربتها سكارى الطرقات وأصحاب الحاجات ومواليد الهموم وقد نسيت انني مللت رائحة تلك الخسائر في أرواحهم وتعب حكاياتهم.. بينما انت تنامين على حد رف من غمام يحملك الى روحي وقد تعلت الى جوار يد تعانقني وأخرى تتبادل تفقد روحي.
..قلت لك بلهفة العاشق:
-يطول غيابي وأبكي!
تتهلل روحك مثل دمعة الندى وقت هجرة اليمامات، تنتف الحب وتتباهى بحبوب الشمار والشيح والعدس والأرز وفتات خبز الفقراء من على اسطح التنور!
قالت عيناك: لا تغيب،قالت عيناي: قد ينتابني النسيان.. ويطول بكائي!
تبادلنا اماكن القلب، احترق ثوبك يتلهف تحت شعر ينبت من بين الياسمين ويضم يمامة في يسارها ضوء وردي وشامة!
3 - حبال المساكين.
..مالت الشجرة واختفينا، اختفت لمحة حزن في عين الطريق، جلسنا نتبادل قبلات مسروقة تحت ظلال حبال المساكين كنت انا اليتيم وكنت انت انت بيرق اليتم.
ناديت وضممتك وغنيت مع فيروز سمرا يا ام عيون وساع.
ضحك جاري بائع الترمس، يهوى التلصص وتفقد ظل الاشجار وقد اخفت حبالها الازلية صمت العشاق وكتمهم لآهات حرى تتناثر على اعشاش الحمام والحجل والحساسين البرية.
تكحلت همساتك وبان لؤلؤ تاه بين ضم وغنج وبكاء.
قال لك انه لا يرتقي اخر السلم خوفا من ضياع رائحتك ونشوة تبتهج مع دفق ماء الجداول وكتابات تتناثر بين الكتب والمجلات ومنابت المقابر، وان نظراتها تحرق نفوسا تتبادل الاحتراق بين شجرة واخرى وهو لا يمل الحكايات..يقول دون خوف او وجل او زمن:
- هل تحبينني واي غريق انا في همس اجابة لا تعرف الخروج من حجاب الساحر الى حجاب السارق:
-سرقت قلبي وجنوحي وجنوني..وعمري يتوه بك!
huss2d@yahoo.com
الرأي