في ذكرى الرحيل الحزين: هذا هو الحسين
حيدر محمود
07-02-2020 12:40 AM
أَيُّها الوالدُ الملاكُ، وظُلْمٌ
أَنْ نُسمّي الحسينَ إلاّ ملاكا
أنتَ: هذا الحمى الجميلُ الذي
صاغَتْهُ بالصَّبْرِ، والأَناةِ، يداكا
أنتَ: هذا الشَّعبُ النبيلُ الذي
كان على قَدْرِ ما تَمنَّتْ مُناكا..
يتَحدّى بورِدِه الوَرْدَ، لكنْ
يتحدّى بِشَوْكِهِ الأشواكا!
بأقلِّ القليلِ حَقَّقْتَ ما
أدهش كُلَّ الدُّنيا.. وحتّى عِداكا!
إنّه العزمُ: صادقاً.. والتّحدي
واثقاً.. والمُجابُ دوماً: دُعاكا
وكراماتُ «هاشمٍ» قد تَجَلَّتْ
فيكَ أنوارها.. فَشَعَّ ضياكا
وهي: جيلاً، من بعدِ جيلٍ، ستمتدُّ
ويبقى يَمْتَدُّ فينا سناكا
في اتّساع المدى فؤادُك.. ما ضاق
ولا مرّةً شكا.. أو تَشاكى
وَسِعَ الناسَ كُلَّهم، وهَنا هُمْ
كانَ دوماً على حسابِ هَناكا
ينحني الصَّبْرُ إذْ يراكَ، ولا
يملكُ إلاّ أنْ يَنْحَني إذْ يراكا
فلقد كنتَ فيه أصبَر مِنْهُ
والرّجالُ الرجالُ أهلٌ لذاكا!
ولقد كنتَ دائماً صاحبَ الكشفِ
وهذي رؤاكَ تَتْلو رؤاكا..
المدى شاهدٌ بأنّك تحيا
في غدٍ، بَعْدُ، لم يُوافِ مداكا
فَغَدٌ حيثما تكونُ، وأنّى
سرتَ.. سارَ الزَّمانُ خَلْفَ خُطاكا!
أَيُّها الشاهدُ الأمينُ، على عَصْرٍ
تَجاوَزْتَ عَصْرَهُ إدراكا..
المُريدون كُلُّهم مطمئنّون،
إلى أنّ شَمْسَهُمْ في سَماكا
(الرأي)