عمون - قال الكاتب ماتيو دولاشارلوري في تقرير نشره موقع "أل.سي.إي" الفرنسي، إنه لأول مرة سيجرى اختبار جزئي لعقار جديد تم تطويره كليا بواسطة جهاز يستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي، على مجموعة من البشر في تجارب سريرية باليابان، الأمر الذي يعد خطوة مهمة نحو تطوير "التعلم التلقائي" في مجال الطب، وفقا لمجلة "فايننشال تايمز".

العقار الجديد المصمم لعلاج مرضى اضطراب الوسواس القهري، طورته شركة "إيكزيناتيا"، وهي شركة ناشئة متخصصة في الذكاء الاصطناعي ومقرها في أكسفورد بالمملكة المتحدة، بالتعاون مع شركة الأدوية اليابانية "داينبون سوميتومو فارما".

وأشار الكاتب إلى أن التصميم الجزئي للعقار استغرق ما بين أربع إلى خمس سنوات، قبل أن يخضع للتطوير اعتمادا على الذكاء الاصطناعي في مرحلة الاختبار التي دامت 12 شهرا فقط.

يشار إلى أن تكلفة تطوير علاج جديد بالطرق التقليدية يبلغ نحو 2.35 مليار يورو، وفقا لما ذكرته المجلة الاقتصادية البريطانية.

ولكن، بفضل استخدام الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون اكتشاف عقاقير جديدة أسرع وأقل تكلفة، علاوة على أنه أكثر فعالية. كما يفتح باب الأمل في الحصول على عقاقير استباقية ووقائية وشخصية، لا سيما مع تصميم جرعات دوائية تتكيف مع ملامح الأشخاص.

ملايين الجزيئات المحتملة
وقع في هذه العملية الاستعانة بمنصة الذكاء الاصطناعي الخاصة بشركة "إيكزيناتيا"، التي ترتكز بدورها على مجموعة من الخوارزميات لتحديد أفضل تركيبة كيميائية لهذا العقار الجديد المعروف باسم "دي.أس.بي-1181"، والذي يستهدف مستقبلات محددة في دماغ المصاب باضطراب الوسواس القهري.

من جهتها، ذكرت مجلة "فايننشال تايمز" أن الخوارزميات ساهمت في توليد عشرات الملايين من الجزيئات المحتملة، وفحص المرشحين، ومن ثم تحديد تلك التي سيقع تصنيعها واختبارها، وكل ذلك في وقت قياسي.

وأشار الكاتب إلى أنه تم استخدام خوارزميات التعلم التلقائي مع تحليل وفحص عدد كبير جدا من البيانات الصحية التي يطلق عليها اسم "البيانات الكبيرة" في سبيل تحسين نجاعة العلاج، أي وفقا لعدد ونوع المرضى ومدى تكيفهم مع الأدوية الموجودة.

ولكن بالنسبة للكثيرين، فإن اختراع جزيء طبي صيدلاني مصنوع كليا بواسطة آلة، يبقى أكثر أمانا سريريا وأكثر فعالية للبشر.(الجزيرة)