بنروح على شركة الكهرباء، وندفع الفاتورة لانه عارفين ما راح يسمعوا كل ملاحظاتنا وشكوانا وتذمرنا من الارتفاع غير المسبوق والمفهوم لفاتورة الكهرباء، وسيقطعون التيار الكهربائي اولا واخيرا، وغصبن عن «الزعلان والراضي».
ما افكر به عن الكهرباء لربما في فصل الشتاء ثقيل الظل وغليظ الاقامة والفض بالاستهلاك والطعام والشراب، فماذا تفعل عوائل فواتير الكهرباء زادت عن نصف دخلها الشهري؟
العوائل الاردنية في الشتاء تفكر في المونة والتحوط الغذائي، وحوائج البرد القارص من طعام دسم وشراب ثقيل وساخن. فاتورة الاستهلاك المنزلي في الشتاء تضاهي رمضان شهر الصوم، وتتعداه احيانا في تفاصيل كثيرة.
فما بالكم، عندما تأتي فاتورة الكهرباء بضعفي وثلاثة اضعاف المعدل الشهري العام. فكروا معي بامعان، ماذا يمكن ان يفعل مواطن اردني، راتبه الشهري يذهب لدفع فاتورة كهرباء وماء وانترنت واشتراك خليوي؟
آلاف فواتير الكهرباء اكتسحت شبكات التواصل الاجتماعي. ورسالة المواطن شكوى من ارتفاع قيمة الفاتورة بضعفين وثلاثة اضعاف. والمشترك في ملاحظات المواطنين ان معدل الاستهلاك الشهري ثابت ومستقر وغير متغير، فماذا اصاب الفاتورة، وكيف يجري احتسابها؟
لا أحد يملك اجابة عن السؤال السالف. سمعنا رئيس لجنة الطاقة النيابية حسين القيسي يقول: ان بند فرق احتساب المحروقات في فاتورة الكهرباء غير قانوني. وصمت بعدها طويلا، وهئية تنظيم الطاقة قالت: انه لا يوجد اي اخطاء باحتساب قيمة فواتير الكهرباء، ودون ان توضح لماذا هذا الارتفاع غير المسبوق في قيمتها ما دام معدل الاستهلاك المنزلي غير متغير.
الخبراء والمحليون في قطاع الطاقة يدبون كلاما غزيرا وخطيرا. واقرب ما يفسر لان فاتورة الكهرباء من خوارزميات القرن الحادي والعشرين، والمعادلة بشدة المجاهيل والابهام الرقمي بحاجة الى عبقرية اقتصادية ورياضية لتفسير كيف يتم احتسابها؟
وكم استمعت لخبراء الا اني حتى الان لم افهم ماذا يقع على فاتورة الكهرباء؟
اللغط على فاتورة الكهرباء يكاد يوصلنا الى عدمية التفكير في اصل الاشياء ما بين ثنائية: "البيضة والدجاجة". الغموض والابهام بحد ذاته عتمة، والمواطن كل شهر يبقى تحت رحمة فاتورة الكهرباء، فلا يعرف كيف يجري احتساب ميزانية الشهر الا عندما تصل فاتورة لا ترحم، ومن بعدها يجري التقسيم والجمع والضرب والطرح على راتب شهري متآكل و"لا يسمن ولا يغني من جوع"!
(الدستور)