خطة ترمب - نتانياهو للسلام في الشرق الأوسط
د. جورج طريف
05-02-2020 01:06 AM
دعونا نتفق ابتداء على أن تسمية خطة ترامب - نتانياهو للسلام في الشرق الأوسط بالصفقة هي تسمية خاطئة على الأقل من وجهة نظري لان الصفقة يجب أن تكون بين طرفين أو أكثر مختلفين في وجهات النظر والتوجهات والأهداف وهذه الخطة جاءت من طرف أميركي اسرائيلي موحد الأهداف والتوجهات ولذلك يمكن تسميتها خطة ترمب- نتانياهو.
والملفت للنظر في اعلان تلك الخطة التي تقع في 80 صفحة أنها كانت عبارة عن مسرحية أعدها المخرج باسلوب محكم ونفذها الممثلان بطريقة استعراضية ناجحة بعد مايزيد على العامين من الكتمان التام على تسريب اي شيء من بنود هذه الخطة بحيث تظهر للعالم كمفاجأة كبرى محاطة بالكثير من عمليات التجميل التي أطلقها كل من ترمب ونتانياهو أثناء تناوبهما على اعلان بنودها في غياب الطرف الفلسطيني المعني بالدرجة الأولى ومن دون الأخذ برأيه.
وبعد مضي أكثر من اسبوع على إعلان الخطة فإننا نلاحظ أن الغالبية العظمى من ردود الفعل على الخطة تؤكد أنها محكومة بالفشل لأنها صيغت بطريقة تخدم مخططات وأهداف اسرائيل السياسية والاقتصادية وتضع شروطا صعبة للغاية على قيام دولة فلسطينية مستقلة، ولم تكتف بذلك بل إن الخطة تدفن أي مسعى لتحقيق السلام في الشرق الأوسط وتتجاهل القضايا المعروفة بقضايا الحل النهائي كقضية اللاجئين والمياه والحدود وتعترف بالقدس الموحدة عاصمة لأسرائيل وتفترض منح الفلسطينين عاصمة في ابوديس في القدس الشرقية وضم اسرائيل للمستوطنات لتحوزعلى 30 بالمئة من اراضي الضفة الغربية، وكذلك ضم منطقة غور الأردن الأمر الذي يبرر بوضوح رفض الفلسطينيين والعرب لهذه الخطة واستحالة أن تكون قاعدة لأية مفاوضات مستقبلية مع الفلسطينيين في المستقبل لاحلال السلام في الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من كل ذلك فإن خطة ترمب نتانياهو فرضت شروطا قاسية على الفلسطينيين في حالة وافقوا على الخطة من بينها الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية وهذا الأمر ضمن الأهداف الإسرائيلية التي يسعى نتانياهو لتحقيقها في أطار عمليات التهويد التي مارستها وتمارسها حكومته، كما يتوجب عليهم رفض الإرهاب بكافة أشكاله، وان يعيشوا في دولة منزوعة السلاح تكون اسرائيل مسؤولة عن الأمن ومراقبة المجال الجوي فيها.
خطة ترمب نتانياهو ما هي الا محاولة لفرض امر واقع على الفلسطينيين تحاول تنفيذه من خلال مفاوضات صورية لتكريسه على حساب الارض الفلسطينية وانتهاك صارخ لحقوق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
(الرأي)