لا تَسْتجِرْ إلاّ بَربِّكْ
فَدروبُ أهلِكَ غَيْرُ دَرْبِكْ!
وقُلوبُهُمْ تَغْلي كراهيةً
وليست مِثْلَ قَلْبِكْ!
هِيَ من هواءٍ، وَهْوَ أكثرُ
رأفةً منهم بِخَطبِكْ
إحذَرْ خَناجِرَهُمْ، إذا
سُلَّتْ.. فقد سُلَّتْ لِضَرْبِكْ!
واحْذَرْ حَناجِرَهم إذا
هَبَّتْ.. فقد هَبَّتْ لِسَبّكْ!!
الحربُ بَيْنَهُمُ.. وبَيْنَهُمُ
وما سِمِعوا بِحْربِكْ!
«عَرَبٌ»!! ولكنَ الذينَ أَتَوْا..
أَتَوْا مِنْ غَيْرِ صُلْبِكْ!؟
لو أَنَّهُمْ نَمْلٌ.. لكان
الآن.. مُنْتَشِراً بِقُرْبِكْ
ولقاتَلَ المُحْتَلَّ بالأّيْدي
وماتَ فداءَ تُرْبِكْ!!
«عَرَبٌ»!! ولكنْ ليس حدَّ
الموتِ: قُرْباناً لِحُبّكْ!
سيجيئُكَ الشُّهداءُ مِنْ
«نَبْعِ الصَّفاءِ» إلى «مَصَبّكْ»!
معهم ملائكةُ السّماءِ
تَمُدُّ «شَرْقَكَ» نَحْوَ غَرْبِكْ
وتُعيدُ رَسْمَ خريطةِ
المَعْنى.. لِسَهْلِكَ، أو لِصَعْبِكْ!
يا أَوَّلَ الدُّنيا، وآخِرَها
سَيْرَحَلُ لَيْلُ كَرْبِكْ..
إنْ قَصَّرَ «المُتَخاذِلونَ»
فإنّنا أحبابُ قَلْبِكْ..
ولنا - على كَفَّيْكَ - حِنّاءٌ
وكُحْلَتُنا بِهُدْبِكْ..
شهداؤكَ الأحياءُ، قد
عادوا.. فَسَبِّحْ باسمِ رَبِّكْ!
* كان أهلُنا المقدسيّون - قدّرهم الله على الصُمودِ والعطاءِ - يزرعون جثامين شهداء الجيش العربي المصطفوي، في حدائق منازلهم.. ورداً وشجراً.. تقديراً لجهادِهم، في سبيل الله، والقُدس، وفلسطين.. وحين كانت الجثامين تعود إلينا.. كانت تبدو عليها إشاراتُ الأحياء، الذين هم عند ربّهم يرزقون، وها هم – يا أقصانا الأسير شهداؤك الأحياء.. قد عادوا إليكَ ثانيةً، فَرِحينَ مستبشرين.. فسبِّحْ باسم ربِّكَ.
(الرأي)