*تعيين رئيس الجامعة الهاشمية نموذجا
إن تعيين الكفاءات وفق معايير وأسس قوامها العدالة ، باعث أمل للشباب الطموح الذي ينطلق مستمدا طاقته من سيد البلاد الذي ما فَتِئ يجول العالم ليعزز دور الشباب الأردني في شتى المجالات وفي كل الافق.
استقبل المجتمع الاردني عموماً والمجتمع الأكاديمي على وجه الخصوص خبر تعيين الأستاذ الدكتور فواز عبدالحق الزبون رئيساً للجامعة الهاشمية بكل سرور وتبع ذلك تعبيرا واضحا عن حالة رضا اجتماعية من خلال منصات التواصل الاجتماعي ملفتة للانتباه وتستحق الدراسة و لابد من البحث عن أسبابها كونها تشكل ظاهرة وخصوصا أن الاستاذ الدكتور فواز عبدالحق غني عن التعريف علما وخلقاً وسمعة علمية محلية ودولية ، وهو جدير بهذا المنصب منذ أمد بعيد لإدارة دفة إحدى الجامعات الأردنية.
وفيما يخص هذا الشأن اتفق مع متابعي منصات التواصل الاجتماعي على أن الشيء الابرز هو تطبيق مبدأ العدالة في التعيين وضمان حصول الأكفأ على هذا المنصب دون الالتفات لأي معايير أخرى.
وبناء على ذلك , فلا بد من الحديث عن القرار دون خجل أو مواربة ونحن ننعم في أيامنا هذه بنعمة الإعلام الالكتروني ومنصات التواصل الاجتماعي التي باتت تضع جميع قضايانا الاجتماعية على المحك ، ولا مجال لإخفاء أمور كان نقاشها في الماضي القريب من المحرمات وباتت اليوم بمتناول يد الجميع ويستطيع القاصي والداني أن يدلي بدلوه بها ويعبر عن رأيه بكل حرية.
فبالإضافة إلى الاعتراف بعدالة هذا القرار فإن هذا الزخم الكبير من الترحيب بقرار تعيين الدكتور فواز يأتي استنكارا لغياب مبدأ الشفافية في تعيينات وظائف الدرجة العليا والتحييد الواضح لأصحاب الكفاءة العلمية أمام "الواسطة " التي تعتبر مصدر تهديد لمبدأ السلم الاجتماعي وغياب العدالة في الفرص وهذا من شأنه أن يكون عاملاً مثبطا .
لا بد من القول هنا ان المجتمع الاردني عموما والشباب الطموح خصوصا يرحب ويسعد بهذه المبادرات والقرارات الجريئة للدولة الاردنية التي تؤشر بوضوح للنزاهة في اتخاذ القرارات ،ويتمنى أن يكون هذا ديدن كل القطاعات في الدولة الاردنية حيث أثبتت وزارة التعليم العالي أنها سباقة في هذا المجال وهي التي تضع سمعة الاردن العلمية من ضمن أولوياتها ، وما هذا النهج الا بشير خير وخطوة بالاتجاه الصحيح فيما يخص هذا الشأن وسنقطف ثماره حتما حين نعلم أن الأردن يعتبر وجهة رئيسية للسياحة التعليمية ومركز جذب علمي له شأن في الاقليم.
هذه الخطوة بالواقع لها أكثر من بعد , فمن ناحية فإنها تعبر عن نهج جديد يعطي الأولوية في التعيين للكفاءة العلمية ومن ناحية أخرى فإنها تعيد الأمل للشباب الطامح الذي يرغب بخدمة وطنه ويحتاج فقط لمن يمنحه تلك الفرصة التي ستبرز بكل تأكيد قدراته وستمنحه ذاك الأفق الذي لن يحصل عليه دون عدالة اجتماعية في التعيينات العليا والتي باتت تظهر بوادر خيرها من خلال تعيينات رؤساء الجامعات الأخيرة وخصوصا الجامعة الهاشمية التي لها من اسمها نصيب والتي أعطت من خلال رئاستها السابقة دروسا في الاعتماد على الذات من أجل التميز والمنافسة محلياً ودوليا والتي تحتاج الى من يكمل المسيرة ونحن نستبشر جميعا به خيرا بإذن الله ؛ الفارس الذي لا يخاف في الله لومة لائم كما يصفه كل من عرفه والذي نهنئه أيضا بأن نال التكريم الذي يستحق ونهنئ الجامعة الهاشمية بأن يتبوأ سدة رئاستها هذه الكفاءة العلمية الفذة.