تتعدد تعريفات المؤسسة وفق المنظور الذي تنطلق منه، وأكثر ما استرعى انتباهي النظر إلى المؤسسة على أنها وحدة حيوية، تولد وتنمو وقد تتميز وتعيش وتموت.
ولكل مؤسسة رؤية وأهداف, والمؤسسة الناجحة هي التي تصل إلى مرحلة التميز وتحافظ عليها, ولا ترضى فقط بالاستمرارية أو العيش حتى يدركها الموت. وإذا استشرفت المؤسسة مؤشرات انهيارها أو موتها فلا بد أن تضع الخطط والبرامج الزمنية للعودة للتميز.
ولكل مؤسسة رئيس, وهو عنصر هام للوصول إلى التميز والمحافظة عليه. وبالطبع فإن الوصول إلى التميز في المؤسسات ليس رأيا شخصيا أو توجها عاطفيا, بل هو أمر موضوعي يقاس بمؤشرات أداء، منها:
• تحقيق الرؤية والأهداف.
• الالتزام ببرامج الأعمال التنفيذية والإستراتيجية.
• تميز المخرجات سواء أكان خريجا جامعيا أم خدمة أم منتَجا.
• رضا العاملين والشركاء.
• المساهمة الإيجابية في النمو الاقتصادي الوطني, وانخفاض معدلات البطالة ومستويات الفقر, وانخفاض المديونية.
فهل يوجد شواهد لمؤسسات حققت تميّزا في مجالها؟ بالطبع، هناك نماذج للتميز على مستوى عالمي، ونماذج أخرى على مستوى محلي:
• فمن نماذج التميّز العالمي: جامعة ستانفورد والمايو كلنك.
• ومن نماذج التميّز المحلي: شركة البوتاس والأحوال المدنية والجوازات وإدارة ترخيص السواقين والمركبات في مديرية الأمن العام.
ومن الملاحظ أن بعض المؤسسات العالمية كانت متعثرة، لكنها تميزت عندما تغيرت رئاساتها، مثل:
• جامعة أريزونا (Arizona State University)
وعند تحليل أسباب التميز في تلك المؤسسات وجدت أسبابا كثيرة وعلى رأسها قيادة تتمتع بالصفات التالية:
• العمل الجماعي.
• قبول الآخر والرأي الآخر.
• تفويض المهام.
• الذكاء العاطفي ( Emotional Intelligence ) .
• القيادة التكيفية ( Situational Leadership ) .
• القدرة على الاتصال والتواصل.
• الفكر الإيجابي.
• التفاعل مع اقتصاد المعرفة.
هذا ملخص صفات الرئيس القائد الذي يرتقي بمؤسسته نحو التميز والاستمرار فيه. وهي نفسها بلا شك ما يميز القائد عن الرئيس.
وعلى ضوء ذلك فإن ما يلزم مؤسساتنا هو قادة لا رؤساء فقط, كما ينبغي تقييم المؤسسات بحسب معايير الأداء المذكورة أعلاه, فالمؤشرات الإيجابية تعنى النجاح والتميز. وعكس ذلك يتطلب التصحيح أو التغيير. فهل أعددنا قادة ترتقي بمؤسساتنا نحو التميز ؟؟؟