قال الشاعر : وإنّما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم هُمُ ذهبوا
لقد وصف الله تعالى نبيّنا محمّد – صلّى الله عليه وسلّم – فقال تعالى : " وإنّك لعلى خُلُق ٍ عظيم "
فالأخلاق أساسُ الحياة ، ومِيزة الأمَم والأفراد ، ورابط ٌ متين يشدّ الناس لبعضهم البعض .
الأخلاق مفردةٌ تضمّ العديد من المفردات ، مثل الكرم الذي اتّصف به عِليَة القوم ، وعلى رأسهم نبيّنا الكريم محمّد صلّى الله عليه وسلّم ، فقد كان أجود من الرّيح المُرسلة ، يُنفق في سبيل الله ويُعطي من يسأله .
أمّا إذا رجعنا إلى الجاهليّة ، فقد امتاز حاتم الطّائيّ بالكرم والجود ، لدرجة أنّ زوجه ماويّه عاتبته على ذهاب ماله ، فقال شعراً :
أ ماويُّ إنّ المالَ غاد ٍ ورائحُ ويبقى من المال ِ الأحاديثُ والذِّكرُ
وقد رُوي أنّ أم حاتم الطائيّ كانت ترضع معه زيد الخير، وكان وهو طفلٌ يرضع من ثدي واحد ولا يُقبِل على الآخر !!!!
ومن مفردات الأخلاق، الصّبر ، الخُلق الكريم الذي حثّ عليه ديننا الحنيف .
فقال تعالى : " واستعينوا بالصَّبر والصَّلاة وإنّها لكبيرة ٌ إلا على الخاشعين " .
فالصّبر لا يستطيعه أيّ إنسان ، بل يجب أن يكون قادراً على مجاهدة نفسه وأهواءَها ، ليكون من الصّابرين .
والمفردة التالية من مفردات الأخلاق ، الصّدق ، وهو سرّ النجاح ، وهنا نقصد الصّدق في كلّ شيء ، في القول والعمل والمعاملات ، والصّدق مع النّفس وقبل ذلك كلّه الصّدق مع الله .
أمّا العدل فهو من أعمدة الأخلاق ، والعدل يجب أن يكون مع جميع الناس ، قريبهم وبعيدهم ، غنيّهم وفقيرهم ، مسلما ً كان أم من أيّ ديانة أخرى .
وأخيراً لا ننسى الرّحمة ، قال تعالى :" وما أرسلناك إلّا رحمة ً للعالمين "
تخيّلوا معي مجتمعا ً فيه كلّ هذه المفردات الأخلاقيّة كيف يبدو ؟؟ والحكم لكم سادتي