نهاية نتنياهو وربما إسرائيل
رشاد ابو داود
04-02-2020 01:02 AM
لا أحد أخذ ما يسمى صفقة القرن على محمل الجد. وعدا عن الموقفين الأردني والفلسطيني و الرفض العربي الذي تضمنه بيان مجلس الجامعة الذي انعقد استثنائيا في القاهرة السبت الماضي، فان أخطر ردود الفعل جاءت عبر الصحافة الاسرائيلية حيث حذرت احدى الصحف من ان الصفقة قد تؤدي الى نهاية الصهيونية، أي مشروعها اسرائيل، فيما توقعت أخرى أن تؤدي الى نهاية نتنياهو.
فقد رأى المحلل السياسي في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ناحوم برنياع، أن «حل الدولتين، الذي سيطر على الخطاب الدولي منذ العام 1993، يفقد بهذه الخطة ما تبقى من صلته بالواقع. وستسيطر دولة واحدة بين النهر والبحر، بفضل أميركا. وهذه ليست خطة سلام. هذه خطة ضم».
وأشار برنياع إلى أن إسرائيل ستنفذ عدة خطوات أحادية الجانب، وفي المرحلة الأولى ستضم الكتل الاستيطانية وغور الأردن، وفي المرحلة الثانية ستضم «المستوطنات المعزولة» والشوارع التي تقود إليها. وميدانيا لن يحدث شيء، ليس فورا. فاليوم أيضا يسري القانون الإسرائيلي على سكان المستوطنات. والحقائق ستُفرض على الأرض لاحقا، وستنشئ بالضرورة واقعا يتمثل بمنظومتين قانونيتين لمجموعتين سكانيتين في المنطقة نفسها، واحدة مسيطرة والثانية محتلة. وبكلمات أخرى، دولة فصل عنصري «أبارتهايد».
«صفقة القرن» سخية للغاية من أجل «توفير الاحتياجات الأمنية لإسرائيل والمستوطنات في الضفة. وقد حصل نتنياهو من الأميركيين على ما لم يتمكن من تحقيقه أي من أسلافه: اعتراف بسيادة إسرائيل في شرقي القدس حتى الجدار الفاصل؛ اعتراف بالسيطرة الأمنية على الضفة كلها؛ تبادل أراضي على أساس غير متساوٍ؛ وبالأساس، مجموعة من الشروط المسبقة التي لن يكون بإمكان أي قيادة فلسطينية الموافقة عليها. والدولة الفلسطينية المستقلة التي يتحدث عنها ترامب بائسة أكثر من (إمارة) أندورا، ومقسمة أكثر من جزر العذراء».
وشدد برنياع على أن «إنجاز نتنياهو، بمساعدة متحمسة من كوشنر وفريدمان، هو هدية مقلقة: فهو يقود إلى نهاية الدولة اليهودية – الديمقراطية، وإلى نهاية الصهيونية».
المحلل السياسي في صحيفة «معاريف»، بن كسبيت قال إن «صفقة القرن» مؤيدة بشكل بالغ لإسرائيل، «لكن توجد فيها مشكلة واحدة: لا يوجد فيها أي احتمال واقعي على الأرض... وعلى الأرجح أنه في المرحلة الأولى ستساعدنا على فرض السيادة على مناطق أخرى، لكن بما يتعلق بالأمدين، المتوسط والبعيد، فسيتقرر ذلك لاحقا».
أما رئيس تحرير صحيفة «هآرتس»، ألوف بِن، فقد وصف «صفقة القرن» بأنها «حققت معظم أحلام نتنياهو السياسية. والتجديد الأساسي هو اعتراف أميركي بشرعنة مطالب إسرائيل في الضفة الغربية، بتسويغات قانونية وأمنية وتاريخية. والخطة تدفع ضريبة كلامية لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242، الذي كان الأساس لعملية «أرض مقابل السلام» بين إسرائيل وجاراتها، ولكنها في الوقت نفسه تلقي إلى سلة المهملات بمئات القرارات الأخرى لهيئات دولية عارضت الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي في المناطق لأنها غير قانونية، وتمنح لأول مرة شرعنة من البيت الأبيض لفرض القانون الإسرائيلي على المستوطنات وغور الأردن».
وتابع بِن أن «صفقة القرن» هي إرث نتنياهو، وقد حاكها بقدرات دبلوماسية كبيرة، وحقق حلمه، بعد ساعات معدودة من تقديم لائحة الاتهام ضده إلى المحكمة المركزية في القدس. ويبدو أن مستقبله في قيادة الدولة شارف على نهايته».
الدستور