مراكز الدراسات الدولية ومراكز الدراسات العربية والخبير ابو غزالة
د ابراهيم الهنداوي
04-02-2020 12:32 AM
تتشكل المجالس الاقتصادية المحلية لدينا غالبا بناء على تكليف من الحكومة للنظر في المشاكل الاقتصادية المحلية الانية للدولة في حقبة معينة تكون غالبا للتغلب على ظرف اقتصادي شاءك تعاني منه البلد أو تضخم وعجز لم تستطع الدولة الامساك بتلابيبة وعمل الخطط الناجعة اللسيطرة عليه إلا بمعية البنك الدولي غالبا والمؤسسات الدولية …
وإذا رجعنا بقليل من الذاكرة والتحليل لنمط تشكيل الحكومات وقدرتها على اتخاذ القرارات التنفيذية لرأينا أن هذا يتم عن طريق اجتهادات فرديه لأعضاء قد تصيب احيابا وتخطيء في كثير منها وما التعديلات الحكومية المتكررة والمديونية المستمرة في الارتفاع الا دليل على افتقارنا على القدرة على دراسة وتحليل البيانات الاقتصادية المحلية والعالمية التي بالأساس يجب أن تقوم بها مراكز محلية ودولية وازنة قادرة ومتعمقة بالأسس الاقتصادية المحلية والدولية وقادرة على تنبؤ القادم بما يمكن أن يحدث للاقتصاد العالمي ومعدل التضخم والنمو..
وحيث أن المنهجية المتبعة لنا تتعامل مع الحدث المحلي الاقتصادي والسياسي في حينه ولا توجد دراسات مستقبلية لعشرين سنة قادمة من مجلس خبراء يكون قادرا على التنبؤ السليم بما سيحدث للاقتصاد العالمي والمحلي خاصة لدولنا العربية تأتي خططنا وحل مشاكلنا مؤقتة ومن خلال مفهوم الفزعة الانية التي لم تكن قادرة بحل المشكل وعلى بناء اقتصاديات ناجعة ومبدعة وعمل مؤسسي ،نظرا لافتقارنا إلى مجلس اقتصادي دائم ومراكز دراسات تحليلية قادرة على إلزام السلطة التنفيذية ومن خلال بياناتها وتحليلاتها وخطط اقتصادية ناجعة وذي خبرة علمية استشراقية قادرة على وضع الخطط المستقبلية العابرة للحكومات القادمة المفروض عليها ان تنفذ توصيات هذه المراكز التحليلية الوازنة في وضعها للخطط والتصورات المستقبلية الاقتصادية والتي ليست بمنأى عن المتغيرات العالمية والسياسات الدولية والتحالفات الدولية والعربية وواقع الاقتصاديات الحالية والمستقبلية لدول هذا العالم.
وحيث لا ابقى في العموميات استدل على هذا بمفهوم بسيط متداول وكثير ما نسمعه وخاصة في فترة الانتخابات لكثير من الدول الديمقراطية الوازنة عند مواسم الانتخابات الرئاسية او البرلمانية وبغض النظر عن الرئيس المنتخب القادم كان هذا او ذاك بأن الاختلاف في ديدن نهج سياساتهم يكون قليلا نظرا لأن هذا الرئيس أو ذاك تحكمه في نهجهم في العمل تقارير لمراكز دراسات وأبحاث ترسم لهم الخطة الاستراتيجية وما عليهم إلا التنفيذ ويكون الاختلاف بين نهجين وحزبين هو في طريقة التطبيق للوصول إلى تلك الأهداف الموضوعة اصلا والتي أوصت بها مراكز الدراسات والتحليلات لديهم، وما الرئيس المنتخب الا جهة تنفيذية لهذه الخطط التي وضعت وتم تبنيها لهذه المجالس العاملة على مدار سنين سابقه بالتنبؤ لما سيكون عليه الوضع والخطط المنوطة للدول للتغلب على هذا ،وكم سمعنا على سبيل المثال أن عام 2020 سيشهد بروز دور عالمي لاقتصاد صيني ضخم يكون الاعلى عالميا في تحقيق نسب النمو وإمكانية تحول الصراع إلى بحر الصين وايضا أفول القطبية الواحدة وبروز سياسة القطبين وغيرها من التنبؤات التي تكاد أن تحصل... .٠ وهذا كله بناء على قدرة هذه المراكز العلمية في عمل الخطط والدراسات الوازنة الموضوعة مسبقا والقادرة على التنبؤ المستقبلي لما هو قادم..
وكم كان عظيماً سروري بوجود شخصية عربية مرموقة ذات قدرة تنظيمية وعمل مؤسسي متميز كانت عصاميته وجهده ومثابرته وحسن إدراكه مفتاح نجاح له ولغيره ممن أدركوا حسن قدرته الاستشراقية والعالمية والعلمية في التنبؤ ووضع السياسات الاقتصادية العالمية الناجعة ..إنه العالم الفذ طلال ابو غزالة الذي هو عضو في المجلس الاقتصادي العالمي التابع للامم المتحدة الذي انيط بهذا المجلس وبه وضع تحليلاتهم الوازنة لما سيكون عليه الاقتصاد المستقبلي وايضا مدى الفائدة والضرر من قرارات اقتصادية محلية او دولية تم اتخاذها لمعرفة كيفية التعاطي معها والاستفادة منها..
ونعم أقره حين يقول في مقابلته (RT) أنه لا ينجم ولا هو بساحر وانما محلل علمي وواقعي للدراسات العالمية التي تأتي به مراكز الدراسات العالمية لما سيكون عالمنا عليه وخاصة لسنة 2020،ادعو حكوماتنا العربية إلى محاولة التنبه لما سيكون..وأتساءل لماذا لا يكون اجتماعا لدول عربية وحتى إسلامية تجتمع سوية وتسمع لهذا العالم العربي وتعمل على الاستفادة منه والأخذ بما لديه من تحليلات اقتصادية وسياسية و هو منوط به في التخطيط المستقبلي لاقتصاد العالم والذي هو عضو في مجلسه الاقتصادي العالمي والذي نفتخر بوجوده كعربي خرج في أعقاب النكبة من وطنه المحتل فلسطين إلى المهجر ليبدع في دراسته وتحصيله العلمي، والذي يعطيني اليقين الدائم أنه بوجود هكذا شخصيات عالمية وكفؤه أن فلسطين ستعود لنا ولاهلها وان القدس لن تعوصم وصفقة القرن ستكون إلى مزبلة التاريخ..
وكم أتمنى على حكومتنا الحالية او المستقبلية بأن يكون لها اتصال دائم به وبغيره من المراكز التحليلية والعلمية القادرة على وضع الخطط والدراسات الوازنة التي نعمل على تطبيقها بمنهج علمي مدروس وإرادة علمية تسعى لرفعة الوطن الأردني والعربي .