يسجل ل "الملك "بالذات ان العلاقات الاردنية مع سائر دول الارض اليوم وخلافا لتاريخها المعهود هي في افضل مستوياتها ,فعمان اليوم تحتفظ بعلاقات طيبة مع الجميع وبلااستثناء ,وهذا واقع يتجاوز حدود العالم العربي والاسلامي الى الفضاء الدولي كافة ,وهو واقع "فريد" يعني ببساطه ان الدولة الاردنية اليوم قادرة على استيعاب كافة المتناقضات الدولية وبناء افضل العلاقات مع الجميع ,وبالتاكيد ففي ذلك انجاز مميز يسجل للملك حقا,وقد يكون الاردن اليوم البلد الوحيد في الاقليم الذي لا خصومة له مع احد!.

هذا واقع طيب حتما ,فلقد إعتدنا عبر العقود على ان تكون علاقاتنا على غير ما يرام مع بلد او اكثر هنا او هناك ولاسباب لايتحمل الاردن وزرها المباشر في اغلب الاحيان ,لكنه لم يكن يتحرك كما يجب ربما لجلاء الصورة وازالة الغمام واستبدال المشهد السلبي بمشهد ايجابي افضل ,ومن هنا فقد واجهنا في حقب طويلة خلت ظلم اعلام خارجي صور بلدنا كما لو كان معاديا لاحلام الأمة ومصالح وقضايا شعوبها ,وهو إعلام خبت جذوته ذاتيا ليس بفعل مواجهتنا له,وانما لان الزمن تطور على نحو لم يعد يستسيغ الكلام غير الصحيح, ولم يعد فيه للاعلام غير الموثق دور في تحقيق اية اهداف !.

نحن إذن بصدد حالة ايجابية يُسجل الفضل الاول فيها بعد فضل الله جلت قدرته لجهود الملك ,فقد مارس الملك منهجية الاصرار على تجاوز القطيعة او الخلاف أو سوء الفهم ومع الجميع,وكان له ولنا ما اراد حقا ,وبنت الحكومات المتعاقبة على جهود الملك الذي شق الطرق نحو كل العواصم العربية والاسلامية ودوائر القوة والنفوذ عبر العالم ,واعطى للدبلوماسية الاردنية "رونقها"الذي يحتاج اليوم اكثر من اي وقت مضى, الى فعل مباشر يرقى بالعلاقات الاردنية ومع الجميع الى تعاون منهجي مستمر يعود على الاردن بفوائد سياسية واقتصادية واجتماعية مباشرة وغير مباشرة ,وتلك هي مهمة ليس سفاراتنا في العالم وحدها وحسب ,وانما مهمة كل من يعتقد انه رجل دولة وايا كان موقعه سياسيا او في عالم الاقتصاد والمال والاعمال او الفكر والثقافة وحتى ابسسط المواقع!.

يملك كل من يرى انه مواطن محترم فرصة ثمينة لتسويق الاردن والدفاع عنه ضد الظلم والافتراء باساليب منهجية موضوعية محترمة لا "شوشرة"فيها ,مثلما يملك ان يستثمر عمله وموقعه وحضوره في استقطاب استثمار هنا او هناك او تزيين فرص يستحق الاردن من خلالها دعم شقيق او صديق ,بمعنى ان ممارسة فن العلاقات من قبل كل وطني غيور على بلده يمكن ان يثمر الكثير للبلد وللحاضر والمستقبل على حد سواء .

عالم اليوم يدعو كل نابه الى ان يتحلل من الاطر التقليدية التي سادت في العلاقات بين الدول ,وان يذهب الى أطر جديدة في منهجية الدبلوماسية تتجاوز حدود السياسة بمعانيها المجردة نحو الفعل المؤثر الذي يعود على الدول بمنافع مادية مباشرة ,ولنا من تجارب دول عديدة في هذا العالم خير قدوة في هذا المجال,ولعلي أسوق مثلا واستذكر كيف كانت "سفارات الاتحاد السوفييتي" السابق تروج وعبر العالم ,الجرارات "تركتورات" من صنع الاتحاد انذاك وغير ذلك من تلك الصناعات ,فالى جانب الترويج السياسي كان هناك ترويج قوي ومباشر اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا....الخ.

باختصار الملك يفتح افاقا واسعة ,والمطلوب جهود رجال واخوات رجال تستثمر تلك الافاق عمليا للارتقاء بالاردن واعلاء شأنه وشأنه انسانه, وليس صحيحا ان الحكومات وحدها تتحمل كامل المسؤولية في ذلك ,فان لم تجد الحكومات من يدعمها ويتفاعل معها فان طريقها شائك ومعقد وصعب ,ويقينا فان الحكومات تتحمل في المقابل قسطا وافرا من مسؤولية اشراك الناس في تحمل المسؤولية ,والا فسنظل نفتح آفاقا بجهود الملك دون ان نجد من يستخدمها لجلب المنافع ,ولاحول ولا قوة الا بالله .

She_abubakar@yahoo.com