هواة فلك يكتشفون نوعا جديدا من الشفق القطبي
02-02-2020 10:14 PM
عمون - تمكن فريق فنلندي يضم مجموعة من هواة الفلك، من اكتشاف نوع جديد تماما من الشفق القطبي، سيسهم في تطوير فهم العلماء لهذه الظاهرة البديعة التي تحدث فقط في المناطق القريبة من أقطاب الأرض.
كثبان سماوية
وكشفت النتائج -التي نشرت في 28 نوفمبر/تشرين الثاني بدورية "إي.جي.يو أدفانسز"- أن هذا الشفق الجديد يشبه في هيئته الكثبان الرملية الممتدة في الصحراء، لذلك اختار قائد الفريق ماتي هيلن اسم "كثبان" لهذا النوع الجديد من الشفق.
وتوصل هذا الفريق من الهواة إلى تلك النتائج في أثناء مراجعتهم لآلاف صور الشفق القطبي التي كانت مادة كتاب جديد يجهَّز للصدور بهذا الشأن، وبملاحظة بعض الصور تبين أن الشفق القطبي فيها يتخذ نمطا غير معتاد.
عند تلك النقطة لجأ فريق الهواة إلى أستاذ علم الفيزياء الفضائية الحوسبية بجامعة هيلسنكي الدكتور مينا بالمورث، وبتعاونهم معا تبين أن هذه التغيرات في طبيعة الشفق القطبي تظهر بشكل متكرر وأمكن رصدها في اتجاه محدد.
وبالاستعانة بالمعهد الفنلندي للأرصاد الجوية، توصل الفريق إلى أن سبب تلك الكثبان الشفقية المميزة هو موجات من الأكسجين الموجود في طبقة الميزوسفير من الغلاف الجوي، وحدودها مع الطبقات المجاورة.
تتفاعل جزيئات الأكسجين في الغلاف الجوي بطريقة كثيفة مع الأشعة القادمة مع الشمس، لتنتج هذا الوهج الضوئي الذي يجذب الأنظار.
وفي الواقع، فإن ظاهرة الشفق القطبي -بشكل عام- تحدث نتيجة تفاعل جزيئات الغلاف الجوي كالأكسجين والنيتروجين وغيرها مع الجزيئات المشحونة القادمة بسرعات هائلة من الشمس.
ويأمل هذا الفريق المكون -على غير العادة- من علماء وهواة، في أن تساعد تلك النتائج في تطوير فهم أفضل لظاهرة الشفق القطبي وتنوع أشكالها، وهو ما يمكن بدوره أن يساعد مستقبلا على تطوير طرق أفضل لحماية الأرض من الرياح الشمسية التي قد تؤثر في بعض الأحيان على الاتصالات ومحطات الفضاء.
مواطن عالم
وتسمى هذه الفرق التي تضم أشخاصا مثل ماتي هيلن ورفاقه بـ"المواطن العالم"، وهو نمط بحث علمي ظهر قبل أكثر من نصف قرن، حيث يمكن للهواة في بعض النطاقات -مثل علم الفلك- أن يشاركوا في البحث العلمي، عبر فحص وترتيب وتصنيف كم هائل من البيانات.
على سبيل المثال، كانت هاوية الفلك الألمانية ميلينا تيفينو، قد شاركت قبل عدة أشهر في دراسة جديدة بدورية "ذا أستروفيزيكال جورنال ليترز"، بسبب اكتشافها أبرد وأقدم قزم أبيض (نجم صغير بحجم كوكب) معروف إلى الآن.
وكانت ميلينا قد توصلت إلى تلك النتائج أثناء بحثها خلال أرشيفات التلسكوب "جايا" التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، حيث وجدت أن الأشعة تحت الحمراء الصادرة منه كانت كثيفة جدا ولافتة للانتباه. (الجزيرة)