صفقة القرن .. إسقاط للنظام العالمي والشرعية الدولية
د.خالد يوسف الزعبي
02-02-2020 08:26 AM
كشفت لنا صفقة القرن عن وجه امريكا القبيح وعن كذب الساسة الأمريكان ودفاعهم عن مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية وحق تقرير المصير والديمقراطية الحرة و حق الشعوب في العالم بالعيش في أوطانهم بكرامة وحياة تليق بالانسان ودون تدخل في شؤون الدول او احتلال اراضي الغير بالقوة. واحترام حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة.
ان صفقة القرن التي أعلنت عنها امريكا والكيان الإسرائيلي تظهر انحياز الرئيس الأمريكي ترامب وفريقه من السياسيين الذين صاغوا هذه الصفقة من (80) صفحة. تؤكد على ان من صاغ بنودها هو نتنياهو وفريقه الصهيوني المتطرف اليمني الحاقد على الشعب الفلسطيني. وان هذا يدلل على كذب امريكا أنها هي من صاغتها وأعدتها.
ان صائب عريقات اوضح ان هذه الاتفاقية عرضت على السلطة الفلسطينية في عام 2012. وان الذي عرضها نتنياهو
وحكومة اليمين المتطرف. وان الاتفاقية رفضت في كل بنودها. لأنها كانت عبارة عن مجموعة من الشروط التالية:
1. ان نتنياهو طلب من السلطة الفلسطينية ومحمود عباس الاعتراف بالدولة اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
2. ان نتنياهو طلب من السلطة الفلسطينية ومحمود عباس الاعتراف بأن القدس كاملة عاصمة لإسرائيل. هذه الشروط رفضت تماماً من قبل السلطة الفلسطينية. مما أفشل إقامة الدولة الفلسطينية وأتفاقية أوسلوا.
ان صفقة القرن هي صفقة بلطجية من زعيم البطجية ترامب وصديقه نتياهو. هؤلاء هم المجرمين الذين يريدون إسقاط النظام العالمي والديمقراطي والدولي وقرارات الشرعية ومجلس الأمن الدولي التي تجاوزت عددها (130) قراراً دولياً تؤكد جميعها على حق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية. و تؤكد ان إسرائيل دولة محتلة للأراضي الفلسطينية المحتلة. وتؤكد هذه القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي على مايلي:-
1. ان إسرائيل دولة محتلة ولا يحق لها استخدام القوة العسكرية في احتلال الأراضي الفلسطينية وهدم المنازل وتهجير أهلها منها وترحيل السكان وبناء المستوطنات الأسرائيلية.
2. ان القرارات نصت حق اللاجئين الفلسطينيين بالخارج بالعودة إلى ارضهم وديارهم في فلسطين.
3. ان القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بشأن فلسطين. نصت على حق الشعب الفلسطيني التعويض عن الضرر الذي لحق بهم من التهجير وهدم بيوتهم والاستيلاء عليها بالقوة.
4. ان القرارات الدولية نصت على حق الشعب الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية. على حدود 1967. وعاصمتها القدس الشرقية.
هذه القرارات تريدها امريكا واسرائيل حبراً على ورق وتضرب عرض الحائط بكل القرارات الصادرة عن الشرعية الدولية والمنظمات والهيئات الدولية وعن المجتمع الدولي. ورغم ذلك تطرح أمريكا اتفاقية ممسوخة لاتحترم الحد الأدنى من حق الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي في العيش الكريم على أرضهم فلسطين.
ان الصفقة ولدت ميتة لأنها مبنية على الباطل ومابني على الباطل فهو باطل. لأنها ساقطة ومن طرف واحد ومخالفة لكل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن والشرعية الدولية. فلا يعقل ان يقبل عاقل فلسطيني أو عربي أو مسلم ان يتنازل عن القدس والمسجد الأقصى المبارك او ان يتنازل عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين. او ان يتنازل عن (85) بالمئة من مساحة الأراضي الفلسطينية. او ان يقبل إقامة دولة فلسطينية عبارة عن (كانتون) او (مقاطعة) داخل الدولة الإسرائيلية لا حدود ولا سيادة لها.
لقد فقدت امريكا مصداقيتها امام العالم العربي والإسلامي والعالم بسبب انحيازها عن العدل والمساواة بين الأطراف بسبب وقوفها الى جانب الكيان الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني.