facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




سياسة البركة


عمر كلاب
28-12-2009 03:53 AM

قديما كان رغيف الخبز كبيرا والحياة صغيرة وصعبة نسبيا ، فإمكانات الناس متواضعة وسبل الرفاه قليلة ، موقد وبعض حبات بلوط تكفي لحفلة سمر ، او بعض حبات قمح "قلّية" ويكون الكانون او حديدة البابور التي غالبا ما تكون غطاء علبة سمنة الغزال ، مصدر وهج وراحة بال.

الان وسائل الرفاه كبيرة ورغيف الخبز صغير ، الهاتف الخلوي والانترنت والساتلايت ويطاقة اشتراك القنوات المشفرة كفيلة بأن تمنح الانسان وسائل رفاه كثيرة ، وبات البلوط مرادفا لديناصور وشريكا له في الانقراض ، بعد ان احتلت الكستناء مواقد البيوت "فير بليس" وصار الكانون جزءا من جدار ثابت ، ومع ذلك يشعر الناس بالضيق والملل وانعدام الامل.

قديما كانت مشاجرات الجيران والناس قليلة ، وإن حدثت فبين صبية الحي وغالبا ما تنتهي المشاجرة بوصول الجار كبير السن ، وكان "المخفر" يضم في احسن احواله افرادا اقل من اصابع اليد الواحدة.

المشاجرات الان تحدث لاتفه الاسباب وتخلّف ضحايا واصابات ، والمخفر بات مركزا امنيا يعجّ بافراد الامن اضافة الى قوات الدرك.

ما حدث له علاقة برغيف الخبز وحجمه. فكلما صغر رغيف الخبز كبرت ازمات الناس وانخفض منسوب البركة ، فأي شيء نستعمله الان منزوع البركة ، نشترى الكاز والسولار بمئات الليترات دون بركة تضاهي "ربع الكاز" السابق ، نتسوق اسبوعيا ونشتري اللحم بانصاف الذبائح او كلها بعد ان كنا نشتريها بانصاف وارباع الكيلو دون بركة ، فلا احد الان يتذكر التقاط كسرة خبز عن الارض ويقبلها قبل ان يرفعها جانبا عن الطريق بل يلقى الخبز في القمامة وانتزعت البركة.

لا نريد مدونات او مواثيق ، نريد فقط ان يعود رغيف الخبز كبيرا ، حتى تعود البركة ، وهذا لن يكون طالما اننا نفكر بما في جيب المواطن وجنيه عن طريق الضرائب على البنزين والتموين.

علينا ان نفكر في سياسة البركة التي لا تقبل شروط صناديق النقد المحلية والاجنبية ، وتحب الفقراء والبسطاء وتذعن لهم برغبة وعن طوع خاطر.

omarkallab@yahoo.com

الدستور





  • 1 im Ahmed 28-12-2009 | 12:14 PM

    عالبركة حتى تعود البركة

  • 2 الأستاذ طلال اللخطاطبه 28-12-2009 | 12:24 PM

    صدقت
    ولكن البركة لم تختفي تماما والا فكيف تفسر أن يعيش موظف وراتبه 200 ليرة ومستأجر واحتمال عنده أولا بالجامعة؟ انها البركة.
    انها تقديرات رب العوة جل وعلا
    تحياتي

  • 3 د. حسين العمري 28-12-2009 | 05:47 PM

    جزاك الله خيرا
    بسطت و أبدعت

  • 4 محمد معمر 28-12-2009 | 11:16 PM

    بصدق من اجمل ما قرأت بل ومن اصدقه معك حق يا استاذ زمان كنا نسمع عن قصص جميلة سادت ومازال النزر اليسير منا محافظ عليها ولكن ماذا حدث لنا مش طايقين بعض بنتقاتل على اتفه سبب الجواب ببساطه كما طرحه الاستاذ ما في بركة لا بالخبز ولا بالاولاد ولا بشيء لاننا فقراء الى المال والحس ومخافة الله ومليئن بالفساد كلنا مجرمون الساكت والممارس للخطأ والا الله قالها يا رجال انه بنطخ بعض على اتفه سبب ؟؟؟

  • 5 شحاد 28-12-2009 | 11:29 PM

    طول عمرك كبير ولسان حالك من لسان الناس فعلا كما قال الاخ حسين ابدعت واوصلت فكرتك بشكل بسيط وقريب من القلب والواقع


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :