حمدان والزبون رؤساء جامعات من خارج الصندوق
د. سمير حمدان
01-02-2020 02:19 PM
مع تسلم الاستاذ الدكتور جهاد حمدان رئاسة جامعة الزرقاء الخاصة والاستاذ الدكتور فواز العبد الحق الزبون رئاسة الجامعة الهاشمية يكون التعليم العالي في الأردن قد وضع أقدامه على عتبة جديدة وفريدة في هذا المسار الطويل والذي سيجعل من بلدنا ومؤسساته التعليمة موضع احترام وتقدير في الداخل والخارج . ويعبر تعيينهما عن نظرة جديدة لمجلس التعليم العالي باختيار كفاءات لا تخطئ العيون أثرها .
هي مصادفة أن يتسلم دفة التعليم العالي في محافظة الزرقاء استاذان متخصصان في اللغة الانجليزية ومتخرجان في أهم الجامعات العالمية في بريطانيا وأمريكا . وهي مصادفة أن يكون الأستاذان ممن حصلا على المرتبة الثانية في الثانوية على مستوى المملكة . وهي مصادفة أن يحوزا على رتبة الأستاذية في سن مبكرة . وهي مصادفة أن نشاطهما الأكاديمي تضاعف مرات ومرات بعد الأساتذية في حين أن غيرهما وعند الوصول للدرجة يدخلون بيت أبي سفيان طمعا في الأمن والطمأنينة . وهي مصادفة أيضا أن يكملا تعليمهما مبتعثين في كل الدرجات الجامعية . وقمة المصادفة أنهما قائدان تنويريان ولهما نشاطات خارج الأكاديما التزاما بدور الأستاذ الوطني .
جهاد حمدان عرفته وكالة الغوث استاذا ومشرفا ومديرا لبرنامج التعليم وهو أعلى وظيفة متاحة للعرب . بدأ حياته مع وكالة الغوث وانتقل للجامعة الأردنية عام 1994 استاذا في قسم اللغة الأنجليزية. حقق في وكالة الغوث نجاحات يشهد بها الأف العاملين ولكنها لم ترق للمسؤولين الأجانب حيث لم يخضع لرغباتهم . حاولوا الضغط عليه ماليا واداريا ولكنه كسب كل القضايا ضدهم ومن خلال المحكمة الدولية .
عمل في الأردنية بجد واجتهاد وأعاد لقسم اللغة الأنجليزية جزأ من بريقه الذي أسسه ثلة من الأساتذة الكبار . رئس القسم لأكثر من سبع سنوات . وأسسس مع عددمن زملائه جمعية اساتذة اللغة الانجليزية في الجامعات العربية وأسس لها مجلة عالمية تحظى باحترام الاساتذة وعقدت الجمعية مؤتمرات سنوية هامة .
فواز الزبون عرفته المؤتمرات المحلية العربية والدولية فارسا ومؤسسا لمدرسة التخطيط اللغوي . وعرفته عمادات الأداب والبحث العلمي لغويا مجددا . وعرفته المجتمعات المحلية في الطفيلة واربد قائدا مجتمعيا منغمسا في الفعل الثقافي .
لا بد أن هيئة المديرين ومجلس الأمناء في جامعة الزرقاء قد درسا السيرة الذاتية للدكتور جهاد حمدان وعرفا أنه متمسك بالتقاليد العلمية والأكاديمة وسيسهم في جعل جامعة الزرقاء أقرب للجامعة الحكومية منها للخاصة لأنه يستند لنفس المعايير ولا يقبل المهادنة . وبالتالي أقدما عل خطوة شجاعة ربما لا يتحلى بها العاملون في القطاع الخاص المتهم احيانا بتعظيم ربح رأس المال على ما عداه.
والدكتور فواز سيبني عل نجاحات من سبقة ويتجه في الهاشمية نحو العالمية .وسنرى مزيدا من البحث العلمي الرصين في الجامعتين وسنرى استقطابا لأساتذة مرموقين وسنرى محاربة للفساد واعلاء للشفافية والتجربة ولانجاز أكبر برهان .