2078 اعتقالا في القدس عام 2019
30-01-2020 02:12 PM
عمون - أصدرت اللجنة الملكية لشؤون القدس بيانا تجاه ما جرى في القدس عام 2019م وتحدثت فيه عن إنجازات تحققت بمناسبة عيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله.
شهدت القضية الفلسطينية وجوهرها مدينة القدس العديد من التطورات خلال العام الماضي 2019م، حيث أظهرت إحصائيات عام 2019م والصادرة عن العديد من المنظمات ومراكز الدراسات الفلسطينية والدولية والاسرائيلية نفسها أيضا،ً نسب وأرقام تشعر بعمق المأساة والخطر، فقد بلغ عدد المعتقلين في مدينة القدس حوالي (2078) حالة اعتقال، بينها 94 من الإٍناث بينهن 9 قاصرات، و33 طفلا قاصرا "أقل من 12 عاماً، و 489 قاصرا ، في حين زادت نسبة البطالة عن 11%، ونسبة الفقر عن 75%، وهذا التدهور الاقتصادي الشامل جاء نتيجة لزيادة الضرائب الاسرائيلية التي تشكل حوالي 40% من دخل المقدسيين.
أما على صعيد التعليم فهو يتعرض لعملية اسرلة ممنهجة تهدف الى فرض المنهاج الاسرائيلي لطمس الهوية العربية، في حين ترتفع نسبة التسرب بين الطلبة عن 50%، اضافة الى سياسة اغلاق المدارس والمؤسسات التعليمية ومؤخراً اغلاق مكتب مديرية التربية والتعليم في القدس، أما عدد المساكن التي هدمتها اسرائيل فكانت نحو 173 مسكناً، هدم جزء منها بأيدي مالكيها حتى لا تفرض عليهم سلطات الاحتلال أجورا اضافية، وقد بلغ عدد المقتحمين للمسجد الاقصى المبارك حوالي (29) الف مستوطن، في حين كان عدد قرارات الابعاد عن المسجد الاقصى المبارك ومدينة القدس حوالي (355) قراراً ، و(44) قرار إبعاد عن البلدة القديمة، و(10) قرارات ابعاد عن مدينة القدس، كما شهدت الدورة العشرون للكنيست الإسرائيلي والتي امتدت ما بين 7 أيار 2015 وحتى 1 كانون الثاني 2019 موجة غير مسبوقة من التشريعات العنصرية والداعمة للاحتلال والاستيطان، فقد عالج الكنيست العشرون 221 قانونا ضمن هذا الإطار، وجميعها تستهدف الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.
وفيما يخص التفاعل الدولي وموقفه من الاوضاع في مدينة القدس، فإنه يمكن ملاحظة أنه على الرغم من صدور العديد من القرارات الدولية المنبثقة عن هيئة الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها خلال مدة الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين والاراضي العربية المحتلة، والتي ترفض هذا الاحتلال وتدعو الى وقف الانشطة الاستعمارية الاسرائيلية بما فيها الاستيطان والانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني، الا أنه تجدر الاشارة الى أن مجلس الأمن خلال عام 2019م، عقد ما مجموعه 242 جلسة نتج عنها ( (49 ) قراراً لم يكن لفلسطين والقدس نصيب منها، في حين انه صدر عن الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة بتاريخ 3/12/2019م قراراً يدعو المجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بأي تغيير تقوم به إسرائيل على حدود عام 1967م.
أما منظمة اليونسكو فقد صدر عنها العديد من القرارات منها قرار رقم ( (207 م ت38 بتاريخ 14/10/2019 م، والذي أكد على جميع القرارات السابقة لليونسكو بما فيها الاعتراف بالملكية الكاملة والخالصة للمسلمين على المسجد الأقصى المبارك ( بمساحته البالغة 144 دونم) وعدم وجود أي حق لليهود به )، كذلك أقر بالدور الأردني المتميز للأردن في دعم أهلنا في مدينة القدس والمحافظة على هويتها الثقافية العربية ( الإسلامية والمسيحية)، وجاء في القرار دعوة بضرورة تعيين ممثل دائم لليونسكو في القدس، والسرعة في ارسال بعثة الرصد التفاعلي المعنية برصد وتوثيق الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية في القدس.
وعلى الصعيد العربي والاسلامي فقد كانت القدس حاضرة، حيث عقدت جامعة الدول العربية بتاريخ 31/3/2019 م قمة في تونس، وبتاريخ 30/5/2019م قمة في المملكة العربية السعودية، وعلى صعيد منظمة التعاون الاسلامي فقد عقدت بتاريخ 31/5/2019 م قمة مكة (يداً بيد نحو المستقبل)، وجميعها أكدت على ضرورة الضغط من أجل اتخاذ إجراءات عملية كفيلة بدعم ومساندة الشعب الفلسطيني، كما أشادت بالوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.
رغم هذا الموقف العربي والإسلامي الدولي المساند لحقوق الشعب العربي الفلسطيني فقط خرجت بعض التصريحات المقلقة والتي تعبر عن عدم حيادية بعض الدول في تعاملها مع ملف القضية الفلسطينية وجوهرها مدينة القدس، وربما كان النموذج الامريكي المتمثل في الادارة الامريكية وتصريحاتها المتعلقة بشرعية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة ومحاولة الشرعنة أيضاً لضم إسرائيل أراضي الجولان والغور الأردني والمضي قدماً في توسعها الاستعماري ضربة بعرض الحائط جميع القرارات الدولية مما يقود المنطقة والعالم نحو الأزمة والمجهول الذي لا يمكن التنبؤ بنتائجه.
وعلى الصعيد الاردني بقيادته الهاشمية فأنه ينشط في الدفاع عن القضية الفلسطينة وجوهرها مدينة القدس، وهذا النشاط والفعالية يأتي انطلاقاً من الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وترتكز الدبلوماسية والجهود الاردنية بقيادة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين في عملها تجاه القدس على اعتبارها قضية ذات بعد ديني وطني وقومي.
لذلك صرح جلالته في العديد من المحافل الدولية بما يؤكد هذا المنطلق والذي يدعو الى ضرورة حل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وبتاريخ 24 / أيلول 2019م في الاجتماع الرابع والسبعين للجمعية العامة قال جلالته: ((إن استمرار الاحتلال إلى يومنا هذا مأساة أخلاقية عالمية، فلا يمكن لاحتلال أو نزوح أو إجراءات تتخذ بالقوة أن تمحو تاريخ شعب أو آماله أو حقوقه)).
ومؤخراً بتاريخ 15 كانون الثاني 2020م وأمام البرلمان الاوروبي قال جلالته: ((ماذا لو بقيت القدس، المدينة العزيزة على قلبي شخصيا وذات الأهمية التاريخية الكبيرة لعائلتي، موضع نزاع؟ هل يمكننا تحمل عواقب سلب المسلمين والمسيحيين على حد سواء من الروحانية والسلام والعيش المشترك التي ترمز إليها هذه المدينة، والسماح لها بدلا من ذلك بالانحدار إلى صراع سياسي؟))، والمدقق في هذه العبارات ومناسبتها والمناخ السياسي الذي القيت فيه هذه الخطب، يستنتج حكمة وبعد نظر وحرص جلالة الملك عبد الله الثاني على التأثير في الرأي العام العالمي وضرورة الالتفات الدولي الحقيقي والمسؤول لحل القضية الفلسطينية وجوهرها القدس ليعم السلام والأمن في العالم، وهذا الموقف المعتدل والحكيم كان موضع تقدير عالمي حيث حصل جلالته على جوائز عالمية منها جائزة (رجل الدولة الباحث) لعام 2019م وذلك تقديرا لجهوده في تحقيق السلام والاستقرار والوئام والتسامح في منطقة الشرق الأوسط، وبموجب توجيهات جلالته تقوم المؤسسات الرسمية والاهلية في الاردن ببذل جهودها وبحسب الامكانيات المتاحة في دعم صمود أهلنا في مدينة القدس.
ان اللجنة الملكية لشؤون القدس تنطلق في عملها تجاه القدس من مرتكزات الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، حيث تقوم برصد أخبار وواقع القدس في تقرير يومي يوزع ورقياً الى كافة الجهات المعنية، كما يوزع منه ربع مليون نسخة الكترونية محلياً ودولياً ، إضافة إلى نشرة توثيقية شهرية، كما يحتوي مقر اللجنة على مكتبة متخصصة بالقضية الفلسطينية والقدس ويتوفر فيها ما يزيد عن خمسة آلاف كتاباً عن فلسطين والقدس، ومن منطلق التوعية بالتاريخ والموروث الحضاري والهوية الثقافية للقدس فقد صدر عن اللجنة حوالي (60) إصداراً، منها عام 2019م كتاب (القدس وقرار ترامب)، وكتاب (موسوعة تراجم النساء المقدسيات، من القدس ولأجل القدس)، وكتاب (المستعمرات "المستوطنات" اليهودية والبؤر الاستيطانية في القدس المحتلة)، وتشارك اللجنة في الاعداد والتنسيق للعديد من المؤتمرات والمهرجانات والندوات العلمية والثقافية المعنية بالقدس حيث قدم الامين العام أوراق علمية ومداخلات مكتوبة ستعمل اللجنة على اصدارها في كتيبات، منها عام 2019م، ندوة بعنوان ("التراث الثقافي والحضاري في مدينة القدس.. الواقع والتحديات)"، وفعالية أردنية فلسطينية مشتركة ضمن الأيــام الثقافيــة الفلسطينيــة في عمــان، بعنوان (البنيــة الثقافية والاجتماعية في القدس)، والتي أقامتها وزارة الثقافة الأردنية وفعالية الأيام المقدسية التي أقامتها لجنة فلسطين النيابية واللجنة الملكية لشؤون القدس بالتعاون مع جهات رسمية أخرى في عمان وقد تخللها ندوات ومعرض مقدسي على مدار ثلاثة أيام وعرض خلالها فيلم عن الوصاية الهاشمية من اعداد وانتاج اللجنة الملكية لشؤون القدس.
اضافة الى هذه الأنشطة قامت اللجنة بعقد العديد من المحاضرات التوعوية الخاصة بالقدس في الجامعات والمدارس والمراكز والمنتديات الثقافية وفي المتاحف وقاعات الندوات الملحقة بالكنائس، كذلك تمّ توجيه العديد من المراسلات والمخاطبات والمقترحات للجهات المعنية بمواضيع تتصل بالقدس، ويقترن الجهد السابق بحرص اللجنة أيضاً على اصدار البيانات والمقالات حول ما يجري في القدس أو يتعلق بها من القرارات الدولية أو المواقف الوطنية الداعمة.
حيث تؤكد اللجنة الملكية لشؤون القدس في جميع أنشطتها وأعمالها على أهمية ودور الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، التي تشكل صمام الأمان وخط الدفاع القوي في وجه عملية التهويد الاسرائيلية الممنهجة ضد أهلنا في القدس، كما تتسائل فيها عن غاية الاحتلال الاسرائيلي من مسلسل الانتهاكات والاعتداءات اليومية الذي تستفز المشاعر الدينية لمليار و (800) مليون مسلم وتنتهك شعائرهم ومقدساتهم فهل القصد اشعال حرب دينية وزحفاً على المسجد الأقصى؟، والى متى ستبقى اسرائيل فوق الشرعية والقانون والأعراف الدولية؟ ألم يأن الآوان أن تطبق عليها القرارات الدولية والعقوبات الرادعة الكفيلة بتطبيقها للمبادىء والقيم التي اتفقت جميع دول العالم ومجتمعاته عليها؟.
والمملكة إذ تحتفل بعيد ميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين الثامن والخمسون فإننا في اللجنة الملكية لشؤون القدس لندعو الله للوصي على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس بطول العمر فهو المدافع عن القدس وفلسطين والحق والعدل وهو شعاع الأمل لغد أفضل للأجيال في الأردن والقدس وفلسطين والعالم اجمع، فهكذا عودنا الهاشميون.
( عبد الله كنعان - أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس)