أماكننا السّياحيّة ثروة وطنيّة فلنحافظ عليها
نهيل الشقران
29-01-2020 07:07 PM
لقد حبا الله الأردن بطبيعة ٍ قلّ نظيرها في العالم، وفي منطقتنا العربيّة أيضاً، فهي تضمّ السّهل والجبل والوادي ، وتضمّ الصحارى ، إلى جانب المناطق الخصبة زراعيّاً، أمّا مُناخها فحدّث ولا حرج ، فهو يُشكّل عامل جذب ٍ للسّائحين ، وبخاصّة من الدّول الأوروبيّة وأمريكا الشماليّة.
أمّا بالنسبة للمواقع الأثريّة في الأردن ، فلا زالت ماثلةً إلى اليوم ، من شمال المملكة إلى جنوبها ، فها هي أمّ قيس تختال بآثارها ، وأعمدتها القديمة الشامخة شموخ الأردن وأبنائه ، تستقطب السّائحين على اختلاف جنسيّاتهم ، عربا ً وأجانب ، وسكّانا ً محلّيّين.
أمّا جرش ، ثاني أهمّ المواقع الأثريّة التاريخيّة بعد البتراء ، فتعتبر أجمل المدن الرّومانيّة في الشَّرق الأوسط ، ولا يمكن لأيّ زائر من أيّ مكان جاء إلا أن يزورها ليمتّع ناظِرَيه بجمالها ، والاطّلاع على الفنّ المعماري الرّوماني فيها عن كثب.
وإذا اتّجهنا جنوباً نجد قلعة الكرك الشامخة ، والتي تطلّ على جميع الطرق المؤدّية إلى البحر الميّت ، وتعدّ من أكبر قلاع وحصون المنطقة العربيّة ، إذ بناها ( فولك ) أمير بيت المقدس ؛ لتأمين الطريق بين دمشق ومصر إبّان الحروب الصليبيّة.
والبتراء ، وما أدراك ما البتراء ! إنّها إحدى روائع العالم ، مدينة محفورة في الصّخر ، حفرها العرب الأنباط ، الذين سكنوا هذه المنطقة ، ويطلق عليها اسم المدينة الورديّة ، نسبة إلى لون الصخور فيها.
وفي البتراء معالم ساحرة ، ومن أبرزها المعبد ، والسّوق ، والخزنة ، والمسرح الكبير ، وتُعدّ الخزنة أكثر أهمّ آثار البتراء إعجابا ً وإثارةً للزائر .
هذا ناهيك عن وادي رم ، المسمّى أيضا ً بوادي القمر ، نظرا ً لتشابه تضاريسه مع تضاريس القمر ، فيه جبل أم الدامي ، وجبل رام ، وهما من أعلى الجبال في جنوب بلاد الشَّام ، ويمتاز الوادي بجماله السّاحر ، ورماله التي تخلب العقول ، لذا يقصده السيّاح من أقصى بقاع الأرض ، ويخيّمون فيه ، ويقيمون فيه حفلات السّمر.
هذا غيضٌ من فيضٍ زاخر ٍ حبا الله به المملكة الأردنيّة الهاشميّة الحبيبة ، من أماكن أثريّة تدلّ على عراقة هذه الأرض ، وأصالة أصحابها ، فما الذي علينا أن نفعله لنحافظ على هذه الثَّروة الوطنيّة النفيسة من الضَّياع أو الاندثار ؟؟
ونظرا ً لما تدرّه هذه المواقع الأثريّة من أموال ، ترفد خزينة الدّولة ، وتسهم في دوران عجلة الاقتصاد في بلادنا ، أرى أنّه من الواجب علينا القيام بما يأتي ، للحفاظ عليها وديمومتها :
أولاً : العمل على ترميم وصيانة الآثار بشكل دوريّ ومنتظم
ثانياً : القيام بحملات ترويجيّة للمعالم السياحيّة عبر وسائل التواصل المختلفة
ثالثاً : المحافظة على الآثار من العبث والتخريب .
رابعاً: المحافظة على نظافة المواقع والأماكن الأثريّة ؛ ممّا يعطي الزائرين انطباعاً حسناً
خامساً : احترام السّائحين وخصوصا ً الأجانب ، وعدم محاولة استغلالهم
وأخيراً فإنّ الحديث عن المناظر الخلّابة في الأردن ، هاج بي الذكرى لشعر عرار إذ يقول :
ليت الوقوف بوادي السَّير ِ إجباري وليت جارك يا وادي الشِّتا جاري
يا بنت َ وادي الشِّتا هشَّت خمائله ُ لعارض ٍ هَلَّ من وَسْمِيّ أشعاري
خدَّاك ِ يا بنتُ من دحنون ديرتنا سبحانه بارئ الأردنّ من باري