إعلان صفقة القرن .. ماذا بعد؟
د. عدنان سعد الزعبي
29-01-2020 02:33 PM
هذه الصفقة هي خطة ستحاول اسرائيل تمربر ما يمكن تمريره فالامر ليس بالسهولة التي يعتقد البعض حيث الشرعية الدولية والشعب الفلسطيني الرافض والمنتفض والمجتمع الدولي الذي لا يؤمن الا بحل الدولتين.
هذه الخطة هي الانسب لـ (ترامب ونتنياهو). فهما في أسوأ ظروف الحكم ولا بد لهما من مخرج يعيدوا حسب رأيهم خلط الاوراق وكسب الشعبية.
العالم يدرك ان السلام لا يفرض. وان الحلول النهائية لا يمكن ان تتحقق الا باتفاق الاطراف. وان الحلول الاحادية والقائمة على الهيمنة ليست الا تهديدات اثبتت الاحداث التاريخية فشلها وبطلانها (افغانستان، العراق، غزة...).
فالادارة الامريكية المعزولة سياسيا في امريكا. والمرفوضة من عواصم صنع القرار العالمي. تدرك ان صففة القرن وما سبقها من مقدمات كنقل السفارة وايقاف الدعم عن الانروا واغلاق مكتب فلسطين في واشنطن. ما هي الا ممارسات. تعكس حقد هذه الادارة بشخوصها للقضية الفلسطينية وتحيزهم الواضح للاطماع الصهيونية الذين رفضوا كل القرارات الدولية وتحاباوا على كل المفاوضات والحلول المطروحة.
امريكا بمثل هذه الادارات. لا يمكن ان تصنع سلاما عادلا ومشرفا. ولا بد للفلسطينيين اولا ان يثبتو للعالم وللامريكان واسرائيل وللأمة العربية بالذات انهم ما زالوا متماسكين احياء لن يموتوا وهم قادرون على الدفاع عن ارضهم وشرفهم وكيانهم. وانهم سيقفون الند بالند لكل محاولات اسرائيل العنصرية واحزابها المتطرفة للمواجهة والمقاومة وفي كل شبر في فلسطين. وتحت شعار كلنا مشاريع شهادة!! الفلسطينيون لديهم القدرة على الدفاع عن انفسهم. دون ان يمن عليهم من خنعوا وخضعوا وتمايلوا مع لحن احتفال اشهار الصفقة. ولا يعنوا هؤلاء موقف الامة الذي سيعبر عن نفسه يوم السبت القادم في الجامعة العربية وبعده قرار رابطة العالم الاسلامي.
ومجموعة دول عدم الانخياز. مدركين ان الادارة الامريكية المتهورة لا تكترث بمثل تلك الهيئات وقراراتها الا انها ستبقى موقفا دوليا يستجر مواقف دول العالم تجاه قرارات محمومة ومسمومة يتخذها شخصان ملاحقان وسط استنكار عالمي. القضية الفلسطينية لا يمكن حلها الا بطرق سلمية معتمدة على الشرعية الدولية. فهذه هي قناعة عواصم العالم ولا يجوز لمتهورين ان يعيدوا عدم الاستقر ار والعنف العالمي من جديد.
موقفنا الاردني ثابت ولن يتغير .فهو يرى ان الحل يكمن في المفاوضات السلمية وعلى اساس الشرعية الدولية. والقدس الشرقية عاصمة لفلسطين وما عدا ذلك ستعود بالمنطقة للاشتعال والتوتر والتحشيد ضد اسرائيل وسنعود لمناخ ما قبل الحرب العالمية وستكون اسرائيل هي الخاسرة في المنطقة وسترى اسرائيل اي منقلب هم فيه ينقلبون.
هذه الخطة لا يجب ان يكون لها صفة التطبيق ولن يكون لها اي صفة شرعية. وان نتتنياهو. وضع الاسرائيليين في مواقف سباية خاسرة.