اختصر الشاعر نزار قباني المشهد العربي بمقال ودع خلاله الشعر، بعد وفاة زوجته بلقيس، بعمل ارهابي في بيروت بعنوان «امبراطورية الكلام العربي» ليقول كما هو متداول، أن العرب في الزمن الحديث والماضي الجاهلي، ابدعوا الكلام شعرا ونثرا، الا في فترات محدودة، عايشوا الحضارة بكل ما فيها، من علم وفن، وقوة صنعت المجد والنفوذ العربي والاسلامي في العديد من بقاع العالم.
تتجه انظار العرب الى الافق الاميركي لمعرفة ماذا وراء ترمب وصفقة القرن؟، ليصيغوا معلقات الشجب والادانة والتنديد، لانهم يعون جيدا ان القرار أياً كان، يصنعه القوي والمستبد، والتاريخ يكتبه المنتصر بخرافته وتزييف حقائقه، ليكون شرعة دولية في السياسة والجغرافيا وأمام المحاكم الأممية.
ماذا يملك العرب أمام الغطرسة الاميركية والاسرائيلية والاستعمارية؟
السؤال الدائم لجواب حاضر «ما في اليد حيلة»، وذلك منذ ان تراجع العرب وتقهقروا وتنازعتهم الأمم، لان المخططات للحالة العربية جاهزة وتطبق على مراحل زمنية، ليبدأ التطبيق الفعلي على ارض الواقع، بعد ان هُيئت الظروف والاحداث، والمسلسل تتوالى حلقاته، فانتهت الامبراطوريات العربية والاسلامية مطلع القرن الماضي، ليدخل سايكس وبيكو ويقسمان العالم العربي، ويأتي الاستعمار ليهيمن سياسيا واقتصاديا واداريا على العرب، ثم تأتي مرحلة تدمير أي مقدرات وحضارة ومستقبل عربي، فيأتي الربيع خريفا وصقيعا، ليذهب بالشعوب نحو اللجوء وطلب ال?جاة.
ماذا يفعل العرب أمام واقع صُنع لهم، وساهموا في تحقيقه؟
فاذا كانت الأجابة كالسابق «ما في اليد حيلة»، ولم يكن هناك قدرة على دفع الأذى، فليسجل العرب موقفا للتاريخ، بانتظار ما تتنبأ به الكتب للأجيال القادمة،وذلك أضعف الايمان، وهذا ليس للاحباط بقدر ما هو انعكاس لواقع أصعب من الصعب عربيا.
ziadrab@yahoo.com
الرأي