المملكة الاردنية تغضب لكرامة فلسطينأمل محي الدين الكردي
28-01-2020 12:34 PM
لم يدم قرار التقسيم الجائر قلب فلسطين وحدها بل في جميع قلوب العرب بأسرها وكان للمملكة الاردنية الهاشمية أثر بالغ من اعلان المفأجاة الاليمة صباح الاحد المنصرم على احر من الجمر وما كادت شمس اليوم المشؤم المشرق حتى كانت شوارع العاصمة عمان تغص بالجماهير وكأنهم يتسألون عن صحة ذلك النبأ المفجع على مر حقيقة راهنة أم انه ضرب من التكهنات والاشاعات والاخبار التي تفتقر الى اثبات .اذ ما كان يدور بخلدهم أن يطالب العالم العربي بأسره على الاعتراف بتلك الجريمة البشعة وتأتي الساعات الرهيبة حينما اتخذ تجار العاصمة وشبابها وطلابها وارباب الوجاهة فيها ويجتمعون ويحتشدون أمام المسجد الحسيني الكبير ثم تألف منهم موكب رهيب يتقدمه صغار الطلاب وهم ينشدون الاناشيد الوطنية ويهزجون بالاهازيج الحماسية ويرددون الهتافات العالية بحياة فلسطين وسقوط الصهيونية المجرمة .وقد ساروا الى فندق فيلادلفيا حيث قابلوا سعادة القائم بالاعمال المفوضية الاسبانية وحيوا حكومته الباسلة التي ابت ان تنضم الى تلك المنظمة الفاجرة التي اتخذت من المبادىء الديمقراطية ستاراً لتضليل العقول والتهويش على الامم والحكومات بغية الوصول الى اهداف غير نبيلة .وقد ابلغوه احتجاجهم الصارخ على قرار التجزئة وتأييدهم لعرب فلسطين في جهادهم المبرور .فأستقبلهم سعادته ببشاته ورحب بهم ووعدهم ان يرفع احتجاجهم الى المقامات المعنية.ثم عاد الموكب المهيب فأستأنف سيره الى ساحة البلدية حيث أنضم اليه الوف الخلائق وتوجهوا الى القنصلية اليونانية وكان العلم اليوناني يرفرف فوقها فأستقبلهم سعادة القنصل الفخري بحرارة وهنا تقدم احد المتظاهرين فأرتجل كلمة حماسية هنأ فيها اليونان الحرة على موقفها المشرف حيال القضية الفلسطينية وانتصارها للحق وتصويتها ضد مشروع التقسيم وما سيلحق بها من خسائر واضرار ثم تابع الموكب الشعبي سيره الى المفوضية اللبنانية حيث هتفوا بحياة لبنان الشقيق حكومة وشعباً واعربوا عن اعجابهم الكبير بمواقف الوفد اللبناني في منظمة الامم المتحدة وما قدمه من خدمات الى القضية العربية والى فلسطين خاصة ورحب بهم يوسف بيك نفاع قنصل اللبنان اجمل ترحيب وشكر لهم ما يحملوه من مشاعر وعواطف طيبة وشعور كريم ثم ساروا الى المفوضية العراقية والمصرية والتركية وفي اليوم الثاني أستأنفت المدينة المظاهرات الكبرى وفي اليوم التالي استمرت البلاد الاردنية وقد اجتمع مجلس الامة والقيت فيها الخطابات شديدة اللهجة من عاطفة منتقدة وشعور فياض وكان النفور كله حول فلسطين وما يترتب على البلاد العربية من الواجبات لأنقاذها وقد اعرب زعماء العشائر وشيوخ القبائل على استعدادهم للشهادة في سبيل فلسطين وتقديم عدد كبير من أبناء عشائرهم لهذا الغرض المقدس وكان من الخطباء شفيق بيك ارشيدات الذي قال بأننا لم نعد نؤمن بالسياسة والاعيبها وإن ساعة الخطر قد قد أتت وأن مستقبلنا مهدد وان شعبنا لا يقبل بأي مساومة دولية على حساب فلسطين وان اي حل لا يشمل على كامل حساب فلسطين ولا يمكن ان يرضى عنه الاردنيين ثم قال انه ليس علينا الا الجهاد والحرب والدمار ونريد حرباُ مقدسة ونرقب بفارغ الصبر رأي حكومتنا وعمل الجامعة العربية هذا |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة