ما عانته الأنثى في الزّمن الغابر ، تعانيه اليوم ولكن بصورة مختلفة ، فقد كانت الأنثى أيّام الجاهليّة تعاني الوأد وهي حيّة ، إمّا خوفَ الفقر ، أو خوفا ً من العار ! سبحان الله ! أوَلَيس العار يلحق الذكر كما يلحق الأنثى ؟ أم أنّ العار خاصٌّ بالأنثى دون الذّكر ؟
حين خاطب الله تعالى البشر ، خاطبهم تارة ( يا أيّها النّاس ) وتارة أخرى ( يا أيّها الذين آمنوا ) وكان الخطاب عامّاً شاملاً للذكور والإناث على حدّ سواء ، في الطاعات كما في المعاصي .
والذكر والأنثى عند الله سبحانه وتعالى يُطلق عليه مصطلح ( أولاد ) والدّليل هو أنّ الله تعالى قال في كتابه العزيز :" ولا تقتلوا أولادكم من إملاق " مع علمنا بأنّ المقتول هنا الأنثى ، إذ قال تعالى :" وإذا الموءودة سُئِلَت بأيّ ذنب ٍ قُتِلَت "
وبالنّظر إلى ما تعانيه الأنثى اليوم فإنّه لا يقلّ عمّا عانته في الزمن الغابر ، فقد كانت تتعرّض للوأد ، فتموت ، أمّا أنثانا اليوم فمنهُنّ من تموت ألف مرَّة في اليوم بين جدران منازلنا !
فعلى سبيل المثال لا الحصر ، هناك من الفتيات الكثير ممّن حَرَمَهنّ آباؤهنّ نعمة الزواج وتكوين أسرة ، بحجّة أن لا أحد يقوم بخدمته إلا ابنته !
ومنهنّ مَن حُرِمنَ نعمة العلم والتعليم بحجج واهية كالخوف عليها من الاختلاط في الجامعات ! وكأنّ الأنثى لا تنزلق إلى السّوء إلّا إذا ذهبت إلى الجامعات ! والحقّ عكس ذلك تماماً لأنّ التربية والنّشأة في البيوت لها أكبر الأثر في سلوك طلابنا وطالباتنا داخل أسوار الجامعات وخارجها .
وفي أيّامنا هذه ساهم المجتمع في وأد الفتيات في بيوتهنّ ، كيف ذلك ؟ كثير من الفتيات ذوات الحسب والنَّسَب و اللواتي هنّ على قدر ٍ من الجمال ، يُعانين العنوسة ، لماذا ؟ لأنّ زواج الفتاة أصبح في أيّامنا – نظرا ً للفقر – مرتبطا ً بالأنثى العاملة ، لأنّها تدرّ دخلا ً يساعد الزوج في متطلّبات الأسرة ، ولا حرج في ذلك ، إنّما الحرج فيمَن حرم ابنته التعليم ، والحصول على شهادة ٍ جامعيّة تؤهلها لخوض ميادين العمل ، وبالتالي إقبال الشَّباب على الزّواج منها .
هناك من مظاهر الظلم الذي تتعرّض له الفتاة الكثير الكثير ، ناهيك عن حرمان الفتاة من الميراث ، سواء أثناء حياة الوالد والوالدة ، أو إجبارهنّ على التنازل عن الميراث من قِبَل إخوتهنّ ـــــــــــ بـ ( المخاجلة ) ، عزيمة ، وليمة ، ومبلغ يسير من المال كتعويض عن الميراث .
أخيراً أقول :" لك ِ الله يا أختي وابنتي وأمّي الأنثى .