ما يحصل في المجتمع للأسف بات عصياً على التفسير. فقد جاءتني إحدى الفتيات وكانت تشكو من شاب يرسل لها على مواقع التواصل الإجتماعي رسائل قبيحة تحمل في طياتها بعض التهديدات بالإساءة لها والتشهير بها. سألتها هل تعرض لك أحد فعليا فقمت بصده فتصرف بهذا الشكل، أنكرت الفتاة ذلك وقالت إنها لا تعرف بالمطلق من يرسل لها الرسائل.

في واقع الأمر عرفت أنها خافت من الإفصاح عن جزء من الحقيقة. قلت لها من يتصرف على هذه الشاكلة أحد اثنين إما فتاة ساقطة تشعر بالغيرة والحسد منكِ أو شاب تم صده فاختار الإنتقام بأرخص الطرق. آه لو يدرك أهل الأرض انهم يبنون لأرواحهم في السماء.

الكبرياء الجريحة تؤلم البعض منهم وقد تدفع البعض للانتقام بعنف جسدي أو لفظي. قصص غريبة بتنا نسمعها في المجتمعات أراهن أن السبب الحقيقي خلفها ضعف البعض في مواجهة الحقائق. أيتها الحقيقة لا يظفر بك إلا سعداء الفطرة الإنسانية.

كن لها رجلاً تكن لك أنثى حبيبة وصديقة وأختاً وأماً. لغة المحبة واحدة ولا تغيرها الصفات. هي لغة عالمية شعارها الصدق والمحبة والاهتمام والتضحية والإيثار والثقة. عندما تريدها أن تحبك لا تنسى أن تمطرها عذب الكلام وإذا أردتها أن تعشقك كن حارساً أميناً على قلبها وروحها احتضنها تحت ظل جناحك وأحمها من قسوة الحياة.

من أخبركم أن المرأة صديقة الوهم والزيف كان يعيش الخيال لا الواقع. المرأة صديقة الحقيقة وفن السلوك وحسن المعشر وطيب المعاملة وكرم النفس واليد.

عندما تفقد المرأة الإحساس بالأمان تقف عاجزة مذهولة وتصاب مشاعرها بالبرود. يتشتت ذهنها وقد تقول كلمات قاسية محاولة أن تصحي فيك صوت الفطرة التي جمعت سيدنا آدم وحواء بعد ضياع سنين لتكوين البشرية بنبض الاختلاف والتنوع.

عندما يُجرح إحساس المرأة تتملكها قوة غريبة تجعلها قادرة على قول الحقيقة دون أي مواربة بوضوح يجعل حتى كلماتها المكتوبة بحكمة ودون صوت صرخة مدوية تزلزل مواطن النقص فيك.

إياك أن تجرح شعورها أو تتجاهلها أو تكذب عليها أو تلعب معها دور الثعلب لإنها ستكتشف ذلك وستسقط من عقلها وتنهار صورتك كفارس لها وأمير لقلبها. من أخبرك أن النساء متشابهات غرر بك. هناك دائما امرأة استثنائية تكسر القاعدة وتخالف كل ما اعتدت عليه فإياك والتعميم.

قد تزعجك كلماتها لأنها أصابت حقائق اعتقدت أنك تخفيها عنها، تصاب بالدهشة فتقرر جرحها وإيذاءها وكأنك أمام جيش لا مجرد امرأة رقيقة الطبع حادة الكلمات واضحة المعاني.

لن تستطيع أن تبقى فارسها إلا إذا نجحت في أن تحتوي حزنها وغضبها وخوفها. لو أنك كنت كسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حكيماً قوياً في الحق رقيق القلب لكنت طوعت الكلمات وملكت الروح.

(الرأي)