كيف تعالج اضطراب فرط الحركة وقصور الانتباه (ADHD) لدى طفلك؟
محمد يونس المداينة
26-01-2020 02:00 AM
تشتكي الأم أحياناً من فرط حركة طفلها، و قصور انتباهه وتشتته، وإن تكلمتْ معه أظهر شخصية عدوانية وعصبية لا تُحتمل، فتقف حائرة عن السلوك الصحيح الذي تتبعه معه، علّه يهدأ ويركّز معها.
وهذه المسألة كثيراً ما تؤرق الأم ويجعلها تتساءل: هل من الممكن أن تختفي أعراض فرط الحركة والقصور في الانتباه لدى طفلها بشكل نهائي أم أنها تتلاشى وكيف يمكنها القيام بذلك؟
حيث إن متلازمة فرط الحركة وقصور الانتباه والتشتت من أكثر الاضطرابات انتشاراً وتشخيصاً لدى الأطفال، حيث من الممكن أن تظهر عند الذي يعانون من هذه المتلازمه جانباً واحداً أو بعض الأعراض دون سواها، ويكون تشخيص هذا الاضطراب عندما تلاحظ الأم أن طفلها لديه فرط في النشاط الحركي إضافة لإشكالية في توزيع الانتباه والتركيز بشكل جيد، إلى جانب انعدام القدرة على الالتزام الكامل بأي مهمة لوقت طويل، وإنجازها وصعوبة في تنظيم الأشياء وفق السياق المطلوب.
ورغم ما يتّسم به الأطفال المصابون بهذه المتلازمة باستحالة جلوسهم بهدوء لفترة طويلة، إلا أنه لا يمكن اعتبارها مشكلة في الإدراك أو التفكير والتحليل، إنما متلازمة تتجلى آثارها في الانضباط الذاتي، ، ويتم تشخيص العدد الأكبر من حالات الإصابة بهذه المتلازمة بين الأطفال الذكور بشكل أكبر من الإناث.
الوراثة التي تكون السبب عند أغلب الحالات، والتعرض للسموم البيئية من الرصاص والزئبق بمستوى عالٍ، إلى جانب انخفاض الوزن عند الولادة، وأخيراً التدخين وشرب الخمر وتناول المخدرات أثناء فترة الحمل، كلها عوامل ينتج عنها هذه المتلازمة،
ماذا عن أعراض تلك المتلازمة؟
الأعراض التي تدل على الإصابة بمتلازمة فرط الحركة وقصور الانتباه تظهر عند الأطفال ما قبل سن السابعة، كما أن بعض الحالات قد تظهر عليها الأعراض بشكل مبكر حتى عند الرضيع. وتختلف أعراضها من طفل لآخر، كما قد تزيد عند أحدهم وقد تختفي بعضها وقد تختلف نسبة ظهورها في المراحل العمرية المختلفة، كأن يظهر فرط الحركة وقصور الانتباه والتشتت قبل مرحلة المدرسة،
في بعض الأحيان، قد يرافق هذه المتلازمة بعض الاضطرابات الأخرى عند الطفل كصعوبة التعلم الذي يزيد من صعوبة حفاظه على المستوى التعليمي والاستيعاب والاستجابة، ويُعدّ كذلك عسر القراءة وعسر الحساب من أكثر صعوبات التعلم انتشاراً بين ذوي متلازمة قصور الانتباه وفرط الحركة لدى الطفل.
ومن الاضطرابات المصاحبة أيضاً أضطراب العناد أو اضطراب التحدي الاعتراضي، حيث يتصف المصابون به بكثره الجدال وسرعة الغضب وفقدان الأعصاب، ويغلب على طبعهم العنف بأشكاله اللفظي واليدوي.
أما عن أعراض التشتت فتتلخص بعدم الاهتمام بالتفاصيل والوقوع في الأخطاء بكثرة، وصعوبة بالغة في الحفاظ على التركيز، ولا يسمع وكأنه يعيش في عالم آخر بعض الأحيان، وصعوبة في الترتيب والتنظيم.
أما أعراض فرط الحركة فمن أعراضها الصعوبة في الجلوس والبقاء هادئاً لفترة طويلة، ودائماً ما يركض ويتسلق الأماكن بغض النظر عن خطورتها، إلى جانب الشعور بالمزاجية والثرثرة والاندفاعية والشعور السريع بالملل، وعدم القدرة على كبت ما بداخله، وإذا وُجهت له أسئلة فيجيب عليها قبل الانتهاء من طرحها.
التشخيص لهذه المتلازمة
لا يوجد تشخيص لهذه الاضطرابات، إلا من خلال تقييم شامل للحالة من قبل الطبيب المختص عن طريق
الفحص السريري، ومعرفة السيرة والتاريخ المرضي للطفل ولعائلته، لمعرفة ما إذا كان مرضه وراثياً أم لا،
لذلك، يتوجب زيارة الطبيب عند ظهور الأعراض عليه، سواءً في البيت، أو المدرسة، وعندما يؤثر هذا الاضطراب على حياته الدراسية والاجتماعية بشكل كبير، وأيضاً عندما تستمر أعراضها لأكثر من 6 شهور.