الجهود الدبلوماسية الاردنية لدعم الاستقرار في المنطقة عقب اغتيال سليماني
خولة كامل الكردي
25-01-2020 07:51 PM
إن الجهود المبذولة من قبل الحكومة الأردنية، في سبيل تطويق الأزمة التي حدثت في المنطقة بين الولايات المتحدة الأمريكية و إيران، لتصب في صالح جهود التهدئة الدولية، بخاصة بعد إغتيال سليماني من قبل الولايات المتحدة، وتهديد إيران باتخاذ إجراءات قوية ردا على عملية الإغتيال والتي قد تشعل المنطقة العربية بأسرها، وذلك بضرب مصالح أمريكا في كل مكان.
إن اقدام الولايات المتحدة الأمريكية على تصفية سليماني داخل الأراضي العراقية، ينذر بتصعيد كبير من قبل النظام الإيراني، وعلى ذلك لم تمهل إيران الولايات المتحدة كثيرا حتى قامت بإطلاق 12 صاروخاً باليستيا، على القاعدة الأمريكية عين الاسد وأخرى في اربيل، لتنفيذ وعيدها والثأر من مقتل سليماني قائد فيلق القدس، وما صاحبه في نفس الوقت من سقوط الطائرة الأوكرانية وتحطمها على الأراضي الإيرانية، وازدياد الاحتجاجات الشعبية الإيرانية يأتي مع الضغوط الدولية المتصاعدة على إيران. لتجنيب المنطقة صراعا لا يعرف نتائجه إلى أين ستصل، ومطالبة الحكومة الكندية والاوكرانية النظام الإيراني بتقديم اعتذار عن سقوط الطائرة الأوكرانية، ودفع تعويضات لأسر الضحايا.
ومن هنا فقد كثف الاردن جهوده كجزء هام من الجهود الدولية الرامية، للحد من نشوب حرب قد لا يحمد عقباها، وتؤدي إلى تدهور الأوضاع في المنطقة العربية، حيث تكللت تلك الجهود بوصول وزير الخارجية أيمن الصفدي إلى العراق، وذلك لإجراء مباحثات مع الجانب العراقي، يهدف إلى عدم الزج بالعراق في دائرة الصراع الحاصل بين واشنطن وطهران، حيث كانت ولا زالت العراق تمثل ذلك العمق الاستراتيجي الهام، والحيوي للاردن وقناة تواصل تفتح ابواب العالم للتجارة الحرة بين البلدين.
لذلك ومن عمق المسؤولية الاردنية السياسية والإنسانية والعروبية، سارعت الحكومة الأردنية إلى الانضمام للمساعي العالمية، للتخفيف من حدة التوتر الحاصل بين الولايات المتحدة الأمريكية و إيران، فالاردن يدرك أهمية الاستقرار السياسي والامني في العراق، ويخشى كغيره من الدول أن تصبح العراق ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية، حيث شدد وزير الخارجية الأردني الصفدي مع نظيره العراقي، على ضرورة تجنيب العراق والمنطقة الدخول في مستنقع النزاعات والصراعات الدولية، لأجل أجندات بعيدة كل البعد عن مصالح العراق والمنطقة بشكل عام.