تعاسة الأمة بمفسديها هي تعاسة الأرض بكاملها
المخرج فضل يانس
25-01-2020 01:22 PM
في فم المفسدين في الأردن اضراس بالية سوداء قذرة ذات رائحة كريهة لكنها لا تُشفى ولن تْشفى بغير الاستئصال. أن الأمة التي تعتل ثم تموت لا تُبعث ثانية لتظهر للملأ أسباب الأمراض المعنوية وماهية الأدواء الاجتماعية التي تؤول بالأمم إلى الانقراض والعدم.
فالمفسدون أمام خط الدفاع الأول القضاء ومكافحة الفساد فهو يعلن بصوت الرعد في وجه الفساد أنا الثورة التي تقيم ما أقعدته الأمم الفاسدة، أنا العاصفة التي تقتلع ما أنبتها الفاسدين، أنا الذي جاء ليلقي في الأرض سيفاً وميزان العدالة. وهي نبقى مرتابين -مترددين -متكاسلين – مشغولين عن المأساة العظمى وهم المفسدين حبذا لو كسرت عواصف الشعب والقضاء أجنحة المفسدين وهشمت رؤوسهم ولكن الفاسد مطبوع على الخوف والجبانة فهو لا يرى العاصفة الشعبية وميزان العدالة حتى يختبئ في شقوق الأرض ومغاورها لأن الفاسد يعيش في ظلال شرائع وتقاليد شيطانية ابتدعها لنفسه، كثيرون هم الفاسدون الذين يتكلمون كالبحر أما حياتهم فشبيهة بالمستنقعات فهم كشجرة مسنّة فاسدة قوية عروقها في ظلمة الأرض، واغصانها تتعالى إلى ما وراء الغيوم واثمارها ويلٌ وشقاء وهموم وارى أوجه الرجال الفاسدين الذين يبيعون نفوسهم ليشتروا بأثمانها ما كان دون نفوسهم قدراً وشرفاً منهم يظنون أن الشمس والقمر والكواكب لا تطلع إلا من خزائنهم ولا تغيب إلا في جيوبهم، فتعاسة الأمة الأردنية بمفسديها هي تعاسة الأرض بكاملها. والعبودية تظل عبودية حتى إذا دعت نفسها حرية، باطلة هي أعمال المفسدين وباطلة هي تلك المقاصد فالفاسد هو أبو الخطيئة وأمها فهل تريدون أن تموت الخطيئة بموتي؟ هل تريدون أن تقف الحركة البشرية بوقوف نبضات قلبي؟ أيوجد في هذا العالم طائفة من الخرسان لأنتمي إليهم؟ اذهب إلى المحاكم فأرى الفساد وابا الفساد وأخاه وهم يلبسون الكذب رداء. والاحتيال عمامة وحذاء والمفسدون أنواع وأشكال لا عداد لها مختبئين بستائر الظلام وأنتم أيها الفاسدون الأغبياء الذين استخدمتم الحيلة والمال والخباثة لتغذية فسادكم فأنتم رمز هذه الأمة التعسة التي تبحث عن النور في الظلمة. وتترقب خروج الماء من الصخر.
ماذا أصابكم يا صفوة الأمة الأردنية؟ هل تسممت قلوبكم وجمدت الحياة في داخل اجسادكم فلم تعودوا قادرين على تمزيق وجوه الفساد؟ هل كبل الفساد سواعدكم فلم تستطيعوا إبادته؟
من أعماق نفوس المجتمع الأردني نناديك أيها القضاء فأسمعنا من جوانب هذه الظلمة. نرفع أكفنا نحوك فأنظرنا أمام عرشك المهيب أيها القضاء نقف حاملين السيف ضد الفساد. فأصغي أيها القضاء واسمعنا وفي المحاكم تستغيث بك الشريعة المهملة. فهلم أيها القضاء وأنقذنا فمتى يجيء الفجر؟ فإلى متى نحتمل سخرية الأجيال؟ فلا القيود تفني ولا نحن ننقرض. فإلى متى نحيا؟؟