جميعنا في هذه الحياة باحثون عن البهجة الطيبة بكافة أشكالها ؛ فهي منبع من منابع الأمل الذي بوجوده تزدان حياتنا ، إضافة إلى كونها إطارا جميلا يحفظ لنا الجوانب المشرقة من رحلة العمر ومحطاته ، البهجة تتجلى في أبهى صورها في الأعياد وخاصة عند الأطفال وبعض الكبار الذين لا تزال قلوبهم مسكونة بالفرح الطفولي الذي لم يشخ بفعل تقادم السنين .

فما نراه اليوم من بهجة منثورة على كل أطراف شجرة عيد الميلاد أتى نتيجة لتراكم موروث من التقاليد الجميلة المفرحة والأساطير الساحرة الخلابة بهدف إضفاء جو من السعادة لهذه الإحتفالية العالمية المجيدة .

لعيد الميلاد المجيد حكايات وأساطير !! فهذه الإضاءة الجذابة والألوان الزاهية التي تزين شجرة العيد آتية من عدة اساطير ومنها أسطورة تقول أن أصل شجرة الميلاد مقتبسة من مسرحية الفردوس التي كانت تعرض في القرون الوسطى في أوروبا بموسم الشتاء ، وبما أن معظم الناس في ذاك الوقت لم يكن لديهم القدرة على القراءة والكتابة فقد كانت المسرحيات تستخدم لتعليم دروس الكتاب المقدس، و كانت المسرحية تعرض خليقة الإنسان ووقوعه في الخطيئة في جنة عدن ... وفي ليلة الميلاد إقتضى عرضها وجود شجرة تفاح والمعروف أن أشجار التفاح لا تحمل ثمرا في الشتاء لذلك فقد إستعاضوا عنها بشجرة دائمة الخضرة ، مع تعليق التفاح عليها .

وللأطفال في عيد الميلاد النصيب الأكبر من السعادة والبهجة من خلال تلقيهم لهدايا العيد التي يجلبها لهم بابا نويل ، المستمدة قصته من قصة القديس ''نيقولاس'' الذي كان اسقف ''ميرا'' في ذاك الوقت والذي عاش في القرن الرابع الميلادي ، فقد كان القديس نيقولاس يقوم في ليلة عيد الميلاد على توزيع الهدايا للأطفال والمؤن للفقراء والعائلات المحتاجة دون علمهم من المهدي حتى أطلق عليه لقب أبي الميلاد أو بابا نويل .

في العيد تكمن فرصة كبيرة للتلاقي والتواصل الطيب مع الأخرين ، وفيه تعترينا حالة من حالات السلام الدخلي والصفاء الروحي ، فالأعياد بكافة أنواعها تشحن فينا المحبة وتبطن قلوبنا بالرأفة والطيبة والنوايا الحسنة تجاه الأخرين .

صندوق الفرحة البهيج هو العيد الذي ننتظره عاما بعد عام ليكون لنا جميعا بمثابة إحتفالية بكل أشكال الود الإنساني وأهمها صلة الرحم والتواصل الإنساني الشفيف مع الأيتام والمحتاجين ، ونشر بهجة البسمة المشرقة والكلمة الطيبة في هذه الإستراحة الروحية لتقوية أواصر العمل الخير .

من نهر الأردن... نهر معمودية سيدنا المسيح عليه السلام ، ومن داخل أرضنا الطيبة المباركة أرض التسامح والمحبة ، التي إحتضنت كل الديانات السماوية دون تفرقة أو تمييز ، أتمنى لجميع الأردنيين من شتى الأصول والمنابت عيد ميلاد مجيد وسنة جديدة مباركة .


Diana-nimri@hotmail.com

الراي