هل من اسئلة بقيت حول الغمر والباقورة؟
د.بكر خازر المجالي
23-01-2020 09:05 AM
وهل نبقى نحتفل فقط ؟
اكدت معاهدة وادي عربة 1994م على سيادة الاردن على كامل اراضيه التي كانت محتلة ،مع استثناء يقترن بفترة تأجير او استغلال لمدة 25 عاما ،
وقبل نهاية الفترة المحددة بسنة وفق المعاهدة ،كان قرار جلالة الملك عبدالله الثاني بانهاء العمل بالملفين (الباقورة والغمر ) وتم كل ذلك وفق اجراءات سيادية اردنية وتطبيق كامل ما تم الاتفاق عليه .
ولكن لا زالت بعض وسائل الاعلام وبعض الصالونات تفتح الملف باثارة اسئلة عدة ، خاصة السؤال : من يملك ارض الباقورة ؟ )
ونحن نحتفل بهذا الانجاز التاريخي ،ونعتز بقرارات الدولة الاردنية ،ندرك تماما ما جرى هو انتصار سياسي اردني .
وربما نقف عند كيفية الاحتفال بهذا الانجاز ، وهل نكتفي بالاشادة والزيارة والاستماع الى بعض ما جاء في نص معاهدة السلام .
ولكن هل عدنا الى البدايات منذ عام 1927 لنتتبع ما جرى على ارض الباقورة وما هي اهداف مشروع روتنبرغ؟
هل اطلعنا على مداولات المجلس التشريعي الاردني عام 1929 وموقفهم الرافض لبيع اي ارض او التعامل مع مشروع روتنبرغ ؟
هل قرأنا احاديث شخصيات وطنية اردنية حول روتنبرغ في المجلس التشريعي وخارجه من مثل مواقف سامي شمس الدين وراشد الخزاعي وحسين الطراونة وكليب الشريدة وغيرهم ؟
وهل يمكن ان نطلق اتهامات ما وفق الرؤية الحالية متناسين ان المشروع كان فلسطينيا تديره شركة كهرباء فلسطين ،وان الارض فلسطينية والقوانين السائدة هي فلسطينية وأن مشروع روتنبرغ كان هدفه هو خدمة شعب فلسطين ؟
ولكن تغير الامر ما بعد حرب فلسطين عام 1948 ونتائجها الكارثية ، فاصبح الملاكون اسرائيليين ، وارض المشروع محتلة مع احتلال فلسطين ، وبقي فقط ما مساحته 823 دونما في شرقي نهر الاردن ولكن باسماء فلسطينيين اصبحوا بعد الحرب اسرائيليين ،على اعتبار ان فلسطين كل سكانها عرب فلسطينيين سواء كانوا مسيحيين او يهود او مسلمين ،
وهنا كانت رؤية الاحزاب السياسية الاردنية واعضاء المجلس التشريعي الاردني وشخصيات وطنية وتوقعاتهم بأن يتحول هذا المشروع الى بؤرة استيطانية ،واسلوب لابتلاع ارض عربية ، وحدث ما كانوا يتوقعون بعد فشل العرب في تحرير فلسطين عام 48 وفشلهم الثاني عام 1967 ، وكل فشل رافقه احتلال ارض اردنية أولها الباقورة ثم كانت الغمر .
لا بد أن ندرك أيضا أن منطقة الباقورة هي في حوض ماء استراتيجي وغزير وموقع استراتيجي ذو قيمة عسكرية واقتصادية ، والحوض هذا يمتد من مزارع شبعا الى الحولة وروافد نهر الادن الى بحيرة طبريا ثم الى حوض نهر اليرموك . لم يكن لاسرائيل اي موطئ قدم على نهر اليرموك ، ولكن باحتلال الباقورة اصبح لها حوالي 1كلم فقط مع السيطرة على مصب نهر اليرموك في وادي الاردن ، ولكن بعد حرب 67 اصبح لاسرائيل اكثر من 30 كلم من نهر اليرموك الموازي لهضبة الجولان المحتلة ، وبالتالي اصبحت اسرائيل شريكة اساسية في نهراليرموك .
قصة الباقورة ترتبط بأول قمة عربية عام 1964م والذي من ابرز قراراته تحويل واستغلال مياه نهر الاردن ،وترتبط بمشروع سد المخيبة (خال بن الوليد ) والذي توقف بعد احتلال جناحه الشمالي في حرب حزيران 67 ، وترتبط الباقورة بمحاولة الاستيلاء الاسرائيلي على اكبر خزان مياه عذبة في العالم يتمثل بمياه طبريا ،وبحيرة الحولة التي تم تجفيفها في منصف خمسينات القرن الماضي . وترتبط بأكثر من احتلال لأراض فلسطينية ضمن خط الهدنة لعام 1949م كانت مخصصة للدولة الفلسطينية ،وترتبط حسب اعتراف ( الوسيط الدولي الذي اشرف على مباحثات رودس عام 1949 م رالف بانش ) الذي قال ان اسرائيل قد اعتدت على خط الهدنة .
هذا غيض من فيض .. والوثائق عديدة
ولكن هل نحتاج الى مؤتمر عن الباقورة والغمر للوقوف على كل الاحداث والوقائع ؟
أم نبقى نحتفل فقط ؟